مقالات

متى كان فتح مكة موقع

جدول المحتويات

متى كان فتح مكة، تعد معركة فتح مكة من أهم المعارك في التاريخ الإسلامي، حيث استطاع الرسول صلى الله عليه وسلموالمؤمنين أن يقوموا بفتح مكة وتطهير الحرم من الأصنام والأوثان وضمها للدولة الإسلامية، وسنتعرف من خلال موقع هذا المقال متى كان فتـح مـكة هجريًا وميلاديًا.

متى كان فتح مكة

تم فتح مكة في يوم 20 رمضان سنة 8 من الهجرة، وذلك بعد أن عانى المسلمون المتواجدون في مكة والذين لم يستطيعوا الهجرة إلى المدينة من الظلم والقهر والاضطهاد على أيدي المشركين، بسبب تركهم عبادة الأصنام واتباعهم لدين محمد صلى الله عليه وسلموالإيمان به وتوحيده لله وحده عز وجل.

تاريخ فتح مكة ميلاديًا

يوافق تاريخ معركة فتح مكة يوم 10 يناير عام 630م، حيث تمكن المسلمون في هذا اليوم من فتح مكة وتحريرها من قبضة آل قريش وتخليص المسلمين من بطشهم، ويطلق على يوم فتح مكة عدة أسماء منها الفتح الأعظم والفتح المبين، وأطلقت هذه الأسماء على يوم فتح مكة نظرًا لأهمية ومهابة هذا اليوم الذي أعاد لمكة عظيم شأنها وجلال مكانتها حيث أنها الأرض التي تضم المسجد الحرام بيت الله.

الأسباب التي أدت لفتح مكة

كان صلح الحديبية أحد الأسباب الرئيسية التي أدت إلى فتح مكة، وذلك بعد المعاهدة التي تمت بين النبي صلى الله عليه وسلموقبيلة قريش، تلك المعاهدة التي نصت على حرية اللجوء لأي فرد أو قبيلة إلى الدين الذي يرغبونه دون الخوف من الملاحقة والاضطهاد، فمن أراد من قريش أن يخل في الإسلام لا ضرر ولا خوف عليه، ومن أراد أن يبقى على دينه على حلف قريش فليبق دون خوف، ويعد أي تجاوز أو اعتداء في حق أي جماعة مناصرة لأي حلف منهما تجاوز واعتداء على الحلف نفسه، واتفق على هذه المبادئ والعهود كلاً من قبيلة بنو بكر، قريش، وبنو خزاعة

نقض صلح الحديبية

حدث تآمر واعتداء من قِبل بنو بكر على بني خزاعة ونصبوا لهم فخًا في شهر شعبان من العام الثامن للهجرة، فهجموا عليهم غدرًا وتسببوا في قتل 23 شخص من قبيلة بني خزاعة، وكان أغلبهم شيوخًا ونساءً أطفالًا، وتسبب هذا الهجوم بالإخلال ببنود الصلح المتفق عليها، وذهب بنو خزاعة وعلى رأسهم  (عمرو بن سالم) إلى النبي لإخباره بما وقع من بني بكر، فوعدهم النبي صلى الله عليه وسلمبالنصر قائلاً: (نصرت يا عمرو بن سالم).

شاهد أيضًا: متى كانت عودة المسلمين بعد الهجرة إلى مكة المكرمة

أحداث فتح مكة

مرت موقعة فتح مكة بعدة أحداث سابقة ليوم الفتح وعدة أحداث أثناء الفتح وهي:

إرسال قريش برسول لها

أراد النبي أن يتأكد مما وصله عن أخبار بني خزاعة وما وقع عليهم من اعتداء، فقام بإرسال رجل من عنده إلى سادة قبيلة قريش يطلب منهم أن يقوموا بتسديد الدية عن قتلى بني خزاعة أو أن يتم نقض العهد الذي بينهم وبين النبي، فأخبروه أن ينقض العهد، وهكذا تأكد النبيلارمن صحة ما أخبر به، ولكن شعرت قريش بالندم على تسرعها لنقض العهد فقاموا بإرسال (أبي سفيان) لكي يطلب تجديد العهد ولكن النبيصلى الله عليه وسلملم يوافق.

قضية السياسة والجيش

بعد صلح الحديبية أدركت قبيلة قريش مدى القوة التي وصل إليها المسلمون ومدى قوة وصلابة جيشهم،فهو يضم مجموعة من أمهر الفتيان الشجعان، وتأكد هذا الظن لديهم خاصة بعد أن قام جيش المسلمين بهزيمة جيش الرومان الأسطوري في معركة مؤتة مما أكسبهم الثقة الشديدة والعزيمة، بالإضافة إلى ذلك السياسة الإسلامية التي ساعدت على نشر الدين الإسلامي وزيادة العلاقات بين أهل اليمن البحرين ودخول أغلب مواطنيها في دين الإسلام.

الاستعداد للحرب بسرية وصمت

طلب النبي من المسلمين الاستعداد للحرب ولكن دون أن يخبرهم بمكان القتال ولا الوجهة التي يتجهون إليها، كما بعث إلى قبائل البدو يخبرهم بالاستعداد، حيث لحق به البعض منهم في المدينة، ولحق به البعض الآخر في الطريق، وإمعانًا في السرية بعث النبي صلى الله عليه وسلمكتيبة بقيادة (أبا قتادة) إلى منطقة بطن إضم حتى تظن قريش أن هذه وجهتهم فاطمئنوا.

رسالة حاطب بن أبي بلتعة

قام (حاطب بن أبي بلتعة) بإرسال رسالة إلى قريش يخبرهم فيها بتحركات جيش المسلمين بقيادة النبي، وعندما أخبر الوحي النبي بهذا أرسل (الزبير بن العوام) و(علي) لأخذ هذه الرسالة، فأخذوها وعادوا بها إليه وعندما قرأ ما بها أحضر (حاطب) وسأله لم فعل ذلك؟ فأخبره بأنه كان يريد أن يكون ذا شأن في مكة وبين أهلها، فهم (عمر بن الخطاب) بقتله ولكن النبي أوقفه قائلاً: (“أوَليسَ مِن أهْلِ بَدْرٍ، وما يُدْرِيكَ، لَعَلَّ اللَّهَ اطَّلَعَ عليهم فقالَ: اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ، فقَدْ أوْجَبْتُ لَكُمُ الجَنَّةَ فاغْرَوْرَقَتْ عَيْناهُ، فقالَ: اللَّهُ ورَسولُهُ أعْلَمُ”). [1]

القرب من مكة

بدأ جيش المسلمين بالتحرك تجاه مكة خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي الطريق تقابل الرسول بعمه (العباس بن عبد المطلب) في منطقة الجحفة، ثم التقي (أبي سفيان) في منطقة الأبوة، ولكنه لم يتعرض له واعرض عنه، فأمره (عمر بن الخطاب) رضي الله عنهبأن يدخل على النبي ويطلب العفو والصفح منه.

الدخول إلى مكة

دخل النبي صلى الله عليه وسلموجيشه إلى مكة وهم يكبرون بقوة حتى اهتزت جدران المدينة من قوة تكبيرهم، وكان أول ما فعلوه هو الذهاب إلى بيت الله الحرام ليخلصوه من الأصنام رمز الوثنية والشرك ثم اجتمع أهل قريش وساداتهم أمام النبي صلى الله عليه وسلمفقال لهم:(” يا معشرَ قريشٍ ما ترَونَ أنِّي فاعلٌ بكم ؟ قالوا : خيرًا، أخٌ كريمٌ، وابنُ أخٍ كريمٍ، فقال : اذهبوا فأنتم الطُّلَقاءُ”)، ثم قام ليخطب فيهم، فقال لهم: (“إنَّ مَكَّةَ حَرَّمَهَا اللَّهُ ولَمْ يُحَرِّمْهَا النَّاسُ، فلا يَحِلُّ لِامْرِئٍ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ أنْ يَسْفِكَ بهَا دَمًا، ولَا يَعْضُدَ بهَا شَجَرَةً، فإنْ أحَدٌ تَرَخَّصَ لِقِتَالِ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقُولوا له: إنَّ اللَّهَ أذِنَ لِرَسولِهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ولَمْ يَأْذَنْ لَكُمْ، وإنَّما أذِنَ لي سَاعَةً مِن نَهَارٍ، وقدْ عَادَتْ حُرْمَتُهَا اليوم كَحُرْمَتِهَا بالأمْسِ، ولْيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الغَائِبَ)، ثم أمر (بلال بن راح) ليعتلي الكعبة ويؤذن في الناس، ثم توافدت القبائل والناس والشعب لمبايعة النبيصلى الله عليه وسلم. [2]

أخلاق النبي أثناء فتح مكة

كان لفتح مكة تأثير كبير وسبب لدخول الناس أفواجًا في دين الله تعالى، حيث أثر رقي أخلاق النبي وتعامله الكريم وعفوه عن أهل مكة بعد ما فعلوه به وبالمسلمين عظيم الأثر، كما أثر تواضعه في التعامل مع الناس ببساطة وليس كما يتعامل الفاتح العظيم في الناس وجعلهم يعتنقون الإسلام بحب وتقدير ورغبة وليس بالخوف والرهبة.

نتائج فتح مكة

تسبب فتح مكة في عدة نتائج أثرت على مركز الدولة الإسلامية وساهم في نشر الإسلام بعيدًا، ومن هذه النتائج:

  • انتهاء ظاهرة عبادة الأصنام والشرك بالله عز وجل وبداية مرحلة التوحيد.
  • انتهاء فترة اضطهاد المسلمين وتعذيبهم وملاحقتهم في شعاب مكة ورد الحقوق إلى أهلها.
  • دخول الناس بأعداد كبيرة في الإسلام بدون خوف.
  • رفعت شأن الإسلام وتعظيم مكانته في صدور العرب والأجناس الأخرى.
  • أصبح من السهل واليسير الدخول لمكة لأداء فريضة الحج لجميع المسلمين بدون خوف من قريش.
  • تيقن المسلمون من أن وعد الله حق وازداد اليقين في قلوبهم وذلك عندما حقق وعد الله بفتح مكة كما قال الله عز وجل في كتابه الكريم: {لَّقَدْ صَدَقَ اللَّـهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاءَ اللَّـهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا}. (سورة الفتح: 27)

وفي نهاية المقال نكون قد تعرفنا على متى كان فتح مكة وذكرنا تاريخ فتح مكة هجريًا وميلاديًا، كما ذكرنا أثر فتح مكة العظيم في نفوس المسلمين وتأثيره على علو ورفعة شأن ومكانة الإسلام والمسلمين في العالم كله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى