مقالات

ما هو الحديث الصحيح

يعتبر علم الحديث من أشرف العلوم الإسلامية؛ إذ أنه أقيم لغايةٍ عظيمة، وبه حُفظ الدين الإسلامي من أي تحريفٍ وتبديل؛ ونقلت هذه الأحاديث بالأسانيد، وبه ميزت الحديث الصحيح من الضعيف أو الموضوع، ولولاه لاختلط كلام الرسول – صلى الله عليه وسلم – بكلام سواه.

تعريف الحديث الصحيح

الحديث الصحيح: هو الحديث الذي اتصل سنده بنقل العدل الضابط عن مثله إلى منتهاه، مع السلامة من الشذوذ والعلة، ومعنى ذلك أنّ الحديث الصحيح هو ما توافرت فيه شروط معينة، وهي: اتصال السند، والعدالة في الرواة، وضبط الرواة، وعدم الشذوذ، وعدم العلة.

وقد عرفه ابن كثير حيث قال:” هو الحديث المسند الذي يتصل إسناده بنقل العدل الضابط عن العدل الضابط، حتى ينتهي إلى رسول الله -صلى اله عليه وسلم- أو إلى منتهاه من صحابي أو من دونه ولا يكون شاذًا ولا معللًا بعلةٍ قادحة”.

وعرفه الإمام النووي فقال:” هو ما اتصل سنده بالعدول الضابطين من غير شذوذٍ ولا علة”.

أقسام الحديث الصحيح

ينقسم الحديث الصحيح إلى قسمين اثنين، هما: حديث صحيح لذاته، وحديث صحيح لغيره.

  • الحديث الصحيح لذاته ؛ هو الحديث الذي اشتمل على أعلى صفات القبول، وهو الحديث الذي سبق تعريفه.
  • والحديث الصحيح لغيره؛ هو الحديث الذي لم تتوافر فيه أعلى صفات القبول، كأن يكون راويه العدل غير تام الضبط، فهذا الحديث دون الحديث السابق، فلو عضد هذا الحديث طريق آخر مثله يكون صحيحًا لغيره؛ فالصحيح لغيره ما صح لأمرٍ أجنبي عنه، إذا لم يشتمل من صفات القبول على أعلاها؛ كالحديث الحسن إذا روي من عدة طرقٍ فإنه يرتقي بما عضده من درجة الحسن إلى درجة الصحة.

شروط الحديث الصحيح

نستخلص من التعريفين السابقين شروط  يجب أن تكون موجودة حتى يعتبر الحديث صحيحًأ، وهي:

1- اتصال سنده، ومعنى ذلك تلقي كل راوٍ من رواة الحديث عن الذي فوقه دون أي إسقاط منهم لأحد رجال السند، وبهذا الشرط يخرج المرسل، والمعضل، والمنقطع، والمدلس، وغيرها من الأنواع التي لم يتصل فيها السند.

2- اتصاف جميع رواته بالعدالة، ومعنى العدالة لغةً: هي صلاح الراوي واستقامته، ومعناها اصطلاحًا هي “ملكة تحمل على ملازمة التدين والمحافظة على التقوى والمروءة، مما يبعث على الثقة بصدقه وأمانته، ولا يكون التقوى إلا باتباع الأمر بالمعروف واجتناب المنهي عنه، والسلامة من خوارم المروءة.

3- اتصاف الرواة بالضبط؛ والضبط: هو حالة  تصاحب راوي الحديث، وتحمله على التيقظ وعدم الغفلة، وحفظ ما يحمله لوقت الأداء، سواء أكان من ذاكرته، أو كتابه، ومن الضبط أيضًا تمام الفهم للمروي، حتى إذا حدث بالمعنى لم يحله.

4- السلامة من الشذوذ: والمقصود هنا بالشذوذ هو مخالفة الراوي الثقة لمن هو أرجح منه من باقي الرواة، مع عدم إمكانية الجمع بين ما اختلف فيه.

5- السلامة من العلة: و المقصود بها أي خلو الحديث من وصف مخفي يقدح فيه، رغم أنّ ظاهره السلامة منه، ولكن نقاد الحديث يستطيعون معرفة ما خفي مما يقدح فيه فيظهرونه.

مثال على حديث صحيح

أخرج البخاري عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (إنَّما الأعْمالُ بالنِّيّاتِ، وإنَّما لِكُلِّ امْرِئٍ ما نَوَى، فمَن كانَتْ هِجْرَتُهُ إلى دُنْيا يُصِيبُها، أوْ إلى امْرَأَةٍ يَنْكِحُها، فَهِجْرَتُهُ إلى ما هاجَرَ إلَيْهِ). رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم:1، صحيح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى