تريندات

دور المرأة السعودية الكبير في المجتمع بعد رؤية 2030

جدول ال

دور المرأة السعودية الكبير في المجتمع بعد رؤية 2030 هو دورٌ بارزٌ ومهمّ، يستحّق أن نتوقّف عنده، ونسلّط الضوء على حيثيّاته في المجتمع السعوديّ، حيث وفِّقت المرأة السعوديّة إلى حدٍّ كبير في أن تفرض وجودها جنباً إلى جنبٍ مع الرجل في ميادين عديدة، محقّقةً العديد من الإنجازات، من مبدأ المساواة والكرامة والعدالة الإنسانيّة، وانطلاقاً من حقّها في تكافؤ الفرص، كشريكةٍ في المواطنة، ولكونها نصف المجتمع وأحد أهمّ ركائزه.

المرأة السعودية بين الماضي والحاضر

ممّا لا شكّ فيه أنّ المرأة السعوديّة قد حقّقت نقلات نوعيّة في الماضي والحاضر، في رفد عجلة التطوير والبناء في المجتمع السعوديّ، والفضل في ذلك يعود للقيادات الحكيمة، التي تعاقبت على تولّي زمام الحكم في المملكة، من أصحاب المعالي والسمو، الذين أحاطوا المرأة بكل اهتمام ورعاية، وبكلّ سبل التشجيع، لتأخذ دورها في المجتمع وتكون فيه فاعلة ومُتفاعلة، فمارست حقّها في التعلّم، وتقلّدت المناصب الرفيعة في المملكة، متحديّةً كلّ الظروف المُحيطة، والصّعوبات المُعيقة لمسيرتها. [1]

تعريف رؤية 2030 في المملكة العربية السعودية

تُعرف رؤية 2030 في المملكة العربيّة السعوديّة، بأنّها خُطّة ما بعد النفط للمملكة، وقد أُعلن عنها بتاريخ 25 نيسان/ أبريل عام 2016 م، حيث تمّ تسليم 80 مشروعاً ضخماً في القطاع الحكوميّ، وقد بلغت كلفة المشروع الواحد منها ما بين 3.7 مليار ريال سعودي وحتّى 20 مليار ريال سعودي، كمشروع مترو الرياض. ويرأس هذه الخُطّة وليّ العهد السعوديّ ورئيس مجلس الشؤون الاقتصاديّة والتنميّة الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، الذي عرّف رؤية 2030، فقال: “هي أهدافنا وآمالنا على المدى البعيد، وتستند إلى مكامن القوّة والقُدرات الفريدة لوطننا، وهي ترسم تطلّعاتنا نحو مرحلة تنمويّة جديدة، غايتها إنشاء مجتمع نابض بالحياة، يستطيع فيه جميع المواطنين تحقيق أحلامهم وآمالهم وطموحاتهم في اقتصاد وطنيّ مزدهر”. [1]

فكرة تمكين المرأة السعودية

لم تكن فكرة تمكين المرأة السعوديّة حديثة العهد في المملكة العربيّة السعوديّة، وإنّما هي تعود إلى عام 1360 هجري الموافق لعام 1941 ميلادي، حين بادرت إلى التعلّم، فالتحقت بحلقات الدرس في الكتاتيب والمدارس المتوفّرة في مُحيطها، وفي عام 1379 هجري الموافق 1959 ميلادي، تمّ تأسيس الرئاسة العامّة لتعليم البنات، التي افتتحت مدارس التعليم في المراحل الابتدائيّة والإعداديّة والثانويّة، وأُلحقت بها كليّات للبنات، وأقسام عدّة في الجامعات، كما استُحدث برنامج الإيفاد للدراسة في دول الخارج، وكان ذلك عام 1426 هجري، حيث افتُتحت في المملكة أكبر جامعة للإناث في العالم، والتي هي جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن، وأحاطت بها مدينة تتميّز بأنّها أوّل مدينة حكوميّة خاصّة بالمرأة، وكانت تحت إدارة وإشراف سمو الأميرة الدكتورة الجوهرة بنت فهد بن محمد بن عبد الرحمن. في عام 1430 هجري الموافق 2009 ميلادي، شهدت المملكة العربيّة السعوديّة حدثاً استثنائيّاً وغير مسبوقٍ، من خلال تعيين أوّل سيّدة سعوديّة بمنصب نائب وزير التعليم، وهي الأستاذة نورة الفايز. [1]

عام تمكين المرأة السعودية

يعتبر تاريخ 2017 2018 م هو عام تمكين المرأة السّعوديّة، ويتميّز بصدور عدّة قرارات جديدة لم تعتدها المرأة السعوديّة، لتتوالى هذه الإجراءات العصريّة والإصلاحيّة في الأعوام الأخيرة، ونذكر منها على سبيل المثال: [1]

  • تمكين المرأة من قيادة السيّارة وفق الضوابط الشرعيّة.
  • إقرار قانون بمنع التحرّش تحت المسؤوليّة القانونيّة، وتشديد المعنيين على الإجراءات المتّبعة بحقّ المتحرّش وتجريمه.
  • قرار يأذن للفتيات السعوديّات بممارسة الألعاب الرياضيّة في المدارس، ونتج عن هذا القرار السماح للأسر السعوديّة بمتابعة المباريات الرياضيّة ككرة القدم، وقرار آخر يُسمح من خلاله للفتيات السعوديّات بالمشاركة في دورة الألعاب الأولمبيّة، وكذلك تسنّى لهنّ ممارسة رياضة الغوص، وتسلّق الجبال…
  • لأول مرّة في تاريخ السعوديّة أعطيت المرأة ترخيصاً يجيز لها قيادة الطائرات.
  • تعيين 100 كاتبة عدل.
  • إصدار قانون يُتيح للمرأة السعوديّة البدء بعملها التجاري الخاصّ، والاستفادة من المنح والتسهيلات الحكوميّة دون الرجوع إلى ولي أمرها، وكذلك الأمر بالنسبة لاستخراج جواز سفرها الخاصّ وحتّى السفر على أن تكون قد أتمّت 21 سنة
  • بتاريخ 24 شباط/ فبراير عام 2019 أصدر العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز مرسوماً تمّ فيه تعيين أوّل امرأة في السعوديّة بمنصب سفيرة المملكة العربيّة السعوديّة في واشنطن في الولايات المتحدة الأمريكية، وهي الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان بن عبد العزيز.
  • تشكيل مجلس حقوق الإنسان في دورته الرابعة في المملكة بتعيين 13 امرأة في مجلس الهيئة أي مناصفة مع الأعضاء الرجال.
  • استُحدثت أقسام للنساء في السلك العسكريّ السعوديّ، وقسم الدفاع المدنيّ، ودائرة المرور، وتعيين امرأة في الحرس الملكيّ.
  • في مجال الأبحاث الفضائيّة برزت الأميرة الدكتورة مشاعل بنت محمد آل سعود كأوّل سعوديّة تعمل في مركز البحوث والاستشعار عن بعد، والدكتورة مشاعل الشميمري أوّل فتاة سعوديّة تعمل في تصميم وتصنيع الصواريخ النوويّة وتلتحق بوكالة ناسا الأمريكيّة للأبحاث الفضائيّة.
  • الباحثة والمخترعة الدكتورة حياة سندي أوّل امرأة عربيّة حائزة على شهادة الدكتوراه في مجال التقنيّة الحيويّة من جامعة كمبردج، ومن اختراعاتها مجسّ للموجات الصوتيّة والمغناطيسيّة يحدد الدواء المناسب لجسم الإنسان، إذ يُساعد روّاد الفضاء على مراقبة معدّلات السكر وضغط الدم في أجسادهم، كما لها العديد من الأبحاث حول قياس ضغط الغازات السّامة وحماية البيئة.
  • تعيين الدكتورة ليلك بنت أحمد الصفدي لتكون أوّل امرأة ترأس جامعة طلابها من الجنسين، ذكور وإناث.
  • دخلت المرأة مجال الفنّ والإخراج، ونافست في المهرجانات العالميّة للفنون، كالمخرجة هيفاء المنصور، وهند الفهاد، وفي الفن التشكيليّ الفنانة ثناء القرعاوي، ونبيلة أبو الجدائل، ومن الأديبات في مجال الشّعر والقصّة والرواية برزت أميمة الخميس، وسارة الخثلان.
  • تأسّست الجمعيات النسائيّة التطوعيّة والخدميّة التي تُعنى بشؤون المرأة، ونذكر منها: ملتقى حاضنة نورة للعطاء، والعمل التطوعي السنوي الثّالث التابع لجامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن الذي حمل شعار (جودة وإحسان)، وقد دخل هذا الملتقى في كتاب غينيس للأرقام القياسيّة بأكبر عدد من المتطوعات في العالم، إذ بلغ عدد المُشاركات 4994 متطوّعة، وملتقى (ثبات ونماء)، و(نبراس نورة العطاء).

دور المرأة السعودية الكبير في المجتمع بعد رؤية 2030

دور المرأة السعودية الكبير في المجتمع بعد رؤية 2030 ساهم إلى حدّ كبير في إبراز وجه المملكة العربيّة السعوديّة الجديد، ووضعها على خارطة الحداثة والتطوير المجتمعيّ، الذي أسهمت المرأة السعوديّة برسم أطره حين أُشركت في مفاصل القرار والقيادة ورفد القِوَى العاملة السعوديّة. والسّاحة اليوم تزخر بأسماء سعوديّات أثبتن كفاءتهن، ليس على الصعيد الداخليّ ضمن حدود المملكة فحسب؛ وإنّما تميّزن ولمعن في مناصبَ قياديّة رفيعة، حتّى في المحافل الدوليّة في أماكن صنع القرار العالميّ، أمثال الدكتورة ثريا عبيد التي شغلت منصب المدير التنفيذي لصندوق الأمم المتّحدة للسكان، والمشهود لها بحسن الإدارة والنشاط والدقّة خلال توليها إدارة هذه المنظمة، ولا يمكننا تجاهل حديث الأستاذة نورة الشعبان عضو مجلس الشورى في السعوديّة لوكالة واس الإخباريّة، حيث قالت: “إن بلادنا المملكة العربيّة السعوديّة شهدت سلسلة متكاملة من الإصلاحات والتطور والنهضة نحو مستقبل واعد يسير على خُطى المؤسّس رحمه الله وصولاً إلى رؤية 2030 التي تضمّنت مع برنامج التحول الوطني لعام 2020 تشجيع المُشاركة الكاملة للمرأة في سوق العمل وتنمية مواهبها واستثمار طاقاتها وتمكينها من الحصول على الفرص المناسبة لبناء مستقبلها والإسهام في تنمية مجتمعها واقتصاد بلادها”. كما أشادت بدعم القيادة للمرأة، ومشاركتها في بيئة عمل صالحة تنعم فيها بالأمان والكرامة الذي تنص عليها أحكام الشريعة الإسلاميّة، فأبدعت في ميادين العلم والقيادة والاختراعات والأبحاث العلميّة وميادين الديبلوماسيّة، ومشاركتها ضمن الوفود في المؤتمرات والمحافل الدوليّة، ويبرز ذلك في حصولها على أكثر من 17 مقعداً في كلّ من الوزارات والسفارات ومجلس الشورى ومجالس البلديّات وغرف التجارة والتعليم العالي. [2]

أهداف رؤية 2030 في السعودية

رؤية 2030 تهدف إلى عدّة إصلاحات في تمكين المرأة في سوق العمل، ونذكر منها: [2]

  • رفع مُساهمة المرأة في سوق العمل من 22 % إلى نسبة 30 % بحلول عام 2030 ليكنّ شريكات حقيقيّات في التنميّة.
  • خفض اعتماد المملكة العربيّة السعوديّة على إيرادات النفط كأهم مصادر الدخل في المملكة.
  • دخولهن معترك العمل والتحاقهنّ بوظائف كانت لعقود قريبة حكراً على الرجال.

رائدات سعوديات فخر للمملكة

من السيّدات السعوديات اللواتي أثّرن في المجتمع المعاصر، رائدات عديدات في مختلف الميادين، نذكر من بينهنّ الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان بن عبد العزيز أوّل امرأة سعوديّة تشغل منصب سفيرة المملكة في الولايات المتّحدة الأمريكيّة ومن أهمّ إنجازاتها: [2]

  • شغلت منصب مستشارة في مكتب وليّ العهد الأمير محمد بن سلمان.
  • عملت وكيلة للتخطيط والتطوير في الهيئة العامة للرياضة، لتكون أوّل امرأة سعوديّة تتولّى مسؤوليّة الاتحاد الرياضيّ بتعيينها في منصب رئيسة الاتحاد السعوديّ للرياضة المجتمعيّة.
  • يشهد لها في دورها التوعويّ في عدّة ميادين تعليميّة، وعبر البرامج التثقيفيّة والصحيّة التي تتعلّق بالنساء، كمرض سرطان الثدي الذي تُعاني منه نسبة كبيرة من النساء حول العالم.
  • صاحبة مبادرة سجلّت في مجموعة غينيس للأرقام القياسيّة وهي مبادرة (10 ksa) التي تتمثل بصناعة أكبر شريط باللّون الزهريّ الذي يرمز لمكافحة مرض سرطان الثدي.
  • شغلت منصب الرئيس التنفيذي لشركة ألفا إنترناشونال/ هارفي نيكلز وصنّفتها مجلة (فاست كومباني) الأمريكيّة عام 2014 كواحدة من الأشخاص الأكثر إبداعاً على مستوى العالم.
  • اختارتها مجلة (فوربس الشرق الأوسط) لتكون في المرتبة السّادسة عشرة بين قائمة أقوى 200 امرأة عربيّة.
  • صاحبة مبادرة (ألف خير).

ولا أجمل من أن أختم باقتباس للأستاذة نورة شعبان تقول فيه حول دور المرأة السعودية الكبير في المجتمع بعد رؤية 2030 : “رحلة تمكين المرأة لم تنته بعد وأن 15 % من الوظائف التقليديّة ستزول وأن 65% من طالبات المرحلة الابتدائية سيمارسن بعد تخرجهنّ من الجامعات وظائف جديدة في مشاريع تتنامى (كالقديّة ونيوم) وسيرها جنباً إلى جنب مع الرجل في التنميّة ورفعة الوطن لتكمل بعدها الأجيال مسيرة العطاء”… وها نحن نراهنّ يقطفن ثمار النجاح باجتهادهن وعملهن الدؤوب.

المصدر: السعادة فور

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى