مقالات

ما هو التولي يوم الزحف

جدول المحتويات

ما هو التولي يوم الزحف، في حديثِ لرسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ذكر فيهِ السبع الموبقاتِ، وهيّ الشركُ بالله، والسحر، وقتل النفس بغير الحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات، فهذه الأمور جميعها من كبائرِ الذنوب، ومن خلال موقع سنخصصُ حديثنا عن أحدُ السبع الموبقات وهو التولي يوم الزحف، والمقصدُ منه.

كبائر الذنوب

الكَبائر جمعُ كبيّرة، وفي اللغةِ تطلقُ على الإثم، أما اصطلاحًا فإن كبائر الذنوبِ هي الذنوب التي كان فعلها حرامًا مُؤكدًا، وقد نصت الدلائل القطعية على عقوبة لها في الدنيا والآخرة، وقال بعض العلماء هيّ ما يترتب على فعلها الحد، أو وعيد بعذاب في النار، أو غضبْ، أو لعنة، ويجبّ على المسلم الحق اجتناب الفواحش صغيرها وكبيرها، وتقوى الله، والبعد عن كل ما يغضبه ويعصيه سبحانهُ.

شاهد أيضًا: ما هي الكبائر السبع

ما هو التولي يوم الزحف

قال الله سُبحانهُ وتعالى في كتابهِ الحكيم: (يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا إِذا لَقيتُمُ الَّذينَ كَفَروا زَحفًا فَلا تُوَلّوهُمُ الأَدبارَ* وَمَن يُوَلِّهِم يَومَئِذٍ دُبُرَهُ إِلّا مُتَحَرِّفًا لِقِتالٍ أَو مُتَحَيِّزًا إِلى فِئَةٍ فَقَد باءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّـهِ وَمَأواهُ جَهَنَّمُ وَبِئسَ المَصيرُ)[1]، فما القصد بتولي الأدبار، أو التولي يوم الزحف؟

  • التراجع عند التقاء جيوش المسلمين بجيوش الكفار في أرض المعركة وبدء القتال، وقدْ توعدهم الله تعالى بالنار.

حكم التولي يوم الزحف

حرم الله سبحانهُ وتعالى التولي والفرار من العدو يوم المعركة، وعده من الكبائر، لما يسببّه من الضعف والوهن، كما أنه يعتبر سببًا من أسباب الهزيمة لما يسببه من قلة عدد الجيوش، وقد عد الرسول صلى الله عليه وسلم الفرار من القتال من الكبائر السبع التي تهلك صاحبها في جهنم، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، حيث قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (اجْتَنِبُوا السَّبْعَ المُوبِقَاتِ قالوا: يا رَسُولَ اللَّهِ، وَما هُنَّ؟ قالَ: الشِّرْكُ باللَّهِ، وَالسِّحْرُ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بالحَقِّ، وَأَكْلُ الرِّبَا، وَأَكْلُ مَالِ اليَتِيمِ، وَالتَّوَلِّي يَومَ الزَّحْفِ، وَقَذْفُ المُحْصَنَاتِ المُؤْمِنَاتِ الغَافِلَات).[2]

حالات جواز التولي يوم الزحف

التّولي يوم الزحف من كبائر الذنوب، وقد حرمه الله جل عُلاه، وبيّن نبيه محمد صلى الله عليه وسلم أنه من السبع المهلكات لصاحبها في الدنيا والآخرة، ولكنْ استثني من ذلك ثلاث حالات، وهي:

  • التحيز إلى فئة: أي أن يترك ساحة القتال من أجل طلب المدد والعون، ويرجع للقتال ومعه المدد.
  • التحرّف للقتال: أي أن يخدع العدو ويوهمهُ الهرب، ثم يكر على العدو، ويباغته، ويعود إلى القتال.
  • عدد العدو أكثر من الضعف: وقد استدل على ذلك الإمام القرطبي من قول الله تعالى: {الآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِن يَكُن مِّنكُم مِّائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ}[3]، فيجوزُ الفرار ولكن عدمه أفضل.

النهي عن التولي يوم الزحف

عد رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم الفرار يوم الزحف من الكبائر، لأنه يضعف جيش المسلمين، ويثبط عزيمته، ويوهن قدراتهِ، وقد ينهزم الجيش في أي لحظة، بسبب التولي وقلة عددهم، وقد أمر الله سبحانه وتعالى المؤمنين بالثبات في أرض المعركة عند لقاء العدو، فقد قال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}[4]، فالفرار من الكبائر لما يترتب عليه من مفاسد وخسائر.

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا ما هو التولي يوم الزحف، حيث سلطنا الضوء على عقوبة الفرار يوم المعركة، وأنه من السبع الموبقات التي حرمها الله جل علاهُ.

المراجع

  1. ^
    سورة الأنفال , الآية 15 الآية 16
  2. ^
    سنن أبي داود , أبو داود، أبو هريرة، 2874، سكت عنه
  3. ^
    سورة الأنفال , الآية 66
  4. ^
    سورة الأنفال , الآية 45

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى