تريندات

لماذا نهى النبي عن كتابة الحديث

جدول ال

لماذا نهى النبي عن كتابة الحديث الكثير منا لا يعرف سبب ذلك، حيث تعد السنة النبوية الشريفة هي ثاني مصدر للتشريع بعد القرآن الكريم تؤخذ منه الأحكام والقواعد المتعلقة بالعبادات والمعاملات وسائر مناحي الحياة، فقد قال النبي ﷺ: “تركت فيكم ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدًا، كتاب الله وسنتي” (رواه مسلم)، ولكن ورد عن النبي ﷺ نهيًا عن كتابة الحديث، فما أصل هذا الأمر؟ وما أسباب ومراحل تدوين الحديث؟ هذا ما سنتعرف عليه في هذا المقال.

لماذا نهى النبي عن كتابة الحديث

في بداية الدعوة إلى الإسلام نهى النبي ﷺ عن كتابة الحديث مخافة الخلط بين الحديث والقرآن، فقد ورد عن أبي سعيد الخدري عن النبي ﷺ أنه قال: “لا تكتبوا عني، ومن كتب عني غير القرآن فليمحه” (رواه مسلم)، إلا أن عدم كتابة الحديث في أو أمره فتح باب وضع الحديث ونسبتها كذبًا إلى النبي ﷺ أمام الوضاعين والكذابين.

ومع استقرار أمر الدعوة، ورسوخها قلت مخاوف النهي عن كتابة السنة وأذن رسول الله ﷺ بكتابتها لعدة أسباب.

أسباب تدوين الحديث

سبق أن أشرنا إلى أن السنة هي أحد أصول الدين ومصادر التشريع لذا كان لابد من تدوينها للأسباب التالية:

  • صيانة سنة النبي ﷺ وأصول الدين من الوضع والكذب، وكذلك من تحريف أهل الأهواء والبدع والإلحاد.
  • دراسة الحديث عن التثبت والبحث والنقد لوضع ضوابط الحكم على الحديث لمعرفة المقبول والمردود منه.
  • اتباع المسلم لمنهج رسول الله ﷺ الوارد في السنة، والذي أمرنا بالاقتداء به.
  • تنقية الدين وحفظه من الخرافات التي قد تطرأ عليه وتتسبب في إفساد عقل المسلم.
  • استخراج واستنباط الأحكام الشرعية والعقائدية التي تمكن المسلم من معرفة الواجب فيتبعه، والمحرم فيجتنبه.[1]

شاهد أيضًا: صيغة الصلاة على النبي من السنة النبوية

مراحل تدوين الحديث

مر تدوين الحديث بعدة مراحل حتى وصل لشكله الحالي الذي نتدارسه ونتبعه، ومن أهم مراحل تدوين السنة النبوية ما يلي:

بداية الجمع

كانت هذه المرحلة في عهد الصحابة، فبعد وفاة النبي ﷺ حرص بعض الصحابة على جمع الحديث وتدوينه، مع التحري والتثبت في نقل الحديث.

نشاط حركة التدوين

نشطت حركة جمع الحديث وتدوينه في العصر الأموي في القرن الثاني الهجري، وعمل التابعين على كتابته وجمعه، وأصدر الخلفاء الأمويون أوامر رسمية بتدوين الحديث، وتحري الدقة في نقله، وحذروا من الافتراء والكذب في سنة رسول الله ﷺ.

الترتيب والتصنيف

بدأت هذه المرحلة في أواخر القرن الثاني الهجري حيث عمد العلماء على ترتيب كتب الحديث وتصنيفها وتبويبها بحسب مواضيع الفقه، والتفسير، وغيرها.

التمحيص والتدقيق

بعد أن بلغ تدوين الحديث حد النضوج حرص العلماء في مؤلفاتهم على تمحيص الأحاديث، والتحقق من روايتها ونقلها، وبحث أحوال الرواة لمعرفة المقبول منهم والمردود، حتى يكتشفوا الكاذبين على الرسول ﷺ ويمنعوا التحريف والتبديل في سنته ﷺ.

التنقية

اعتني العلماء في هذه المرحلة بتنقية كتب الحديث وإعادة تبويبها وجمع ما بها ما أحكام وفوائد.[2]

وفي النهاية كان من المهم توضيح مسألة لماذا نهى النبي عن تدوين الحديث في بداية الدعوة للدين الإسلامي، ودراسة المراحل التي مر بها تدوين الحديث حتى يطمئن المسلم المعاصر إلى مرجعية ما ورد إليه من حديث خير الخلق ﷺ فيحرص على اتباعه في دينه ودنياه.

المصدر: السعادة فور

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى