مقالات

هل اسماء الله محصورة موقع

جدول المحتويات

هل اسماء الله محصورة بعدد معين، وهل هي فقط تسعة وتسعين اسمًا، فأسماء الله الحسنى كلّها خير، بل كلّ الخير ليس إلا ثمرةً لها، وكل الفضل ليس إلا زهرة من شجرتها، فمن عرفها وآمن بها وأدّى حقّها فهي له من أعظم أسباب دخول الجنة، فهي تعرف العبد بربه وهي من أسباب استجابة الدعاء، ومن واجب كل مسلم إحصاؤها وحفظها وأن يسأل الله بها، ومن خلال موقع سيتمّ معرفة إن كانت أسماء الله الحسنى معينة بعدد محدد.

هل اسماء الله محصورة

ورد عن أهل العلم أنّ أسماء الله الحسنى ليست محصورة بتسعةٍ وتسعين اسمًا ولا بأي عدد، إلا أنّ بعض أهل العلم وقد عارضهم فيه عامة العلماء استدلوا بما رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم حين قال: “إنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وتِسْعِينَ اسْمًا، مِائَةً إلَّا واحِدًا، مَن أحْصاها دَخَلَ الجَنَّةَ“. [1] ولكن أهل العلم الذين قالوا إنّه لا حصر لها استدلوا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم في دعاء الهم والغم، حين قال: “أسألُكَ بِكُلِّ اسمٍ هوَ لَكَ، سمَّيتَ بهِ نفسَكَ، أو أنزلتَهُ في كتابِكَ، أو علَّمتَهُ أحدًا مِن خلقِكَ، أوِ استأثَرتَ بهِ في عِلمِ الغَيبِ عندَكَ“. [2] وهذا يدل على أنّ لله أسماءً أكثر من تسعةٍ وتسعين والله ورسوله أعلم.[3]

شاهد أيضًا: الإيمان بأسماء الله وصفاته كما جاءت في الكتاب والسنة هو تعريف

هل أسماء الله تعالى محصورة بعدد لابن عثيمين

سئل الشيخ ابن عثيمين عن مسألة حصر أسماء الله الحسنى، وكم يبلغ عددها، وهل هي بالفعل فقط كما ورد في الحديث تسعةً وتسعين اسمًا، فقال:[4]

“أسماء الله ليست محصورة بعدد معين، والدليل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: “اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك”، وما استأثر الله به في علم الغيب لا يمكن أن يُعلم به، وما ليس معلوماً ليس محصوراً، وأما قوله صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مِائَةً إِلا وَاحِدًا مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ ) فليس معناه أنه ليس له إلا هذه الأسماء، لكن معناه أن من أحصى من أسمائه هذه التسعة والتسعين فإنه يدخل الجنة”.

شاهد أيضًا: ما السورة التي بُدأت باسم من أسماء الله الحسنى؟

هل أسماء الله 99 فقط

اتفق أهل العلم على أنّ أسماء الله سبحانه وتعالى أكثر من تسعة وتسعين اسمًا، وهي لا تنحصر بعددٍ معين، كما نقل ذلك النووي وابن تيمية وغيرهم كثير، فلا يجوز أن تتناهى أسماء الله سبحانه وتعالى، لأنّ فواضله ومدائحه لا تتناهى، فكل اسمٍ له يتضمن صفة، ومن الصفات ما يتعلق بأفعال الله، وأفعاله لا منتهى لها، فما أشار إليه الحديث النبوي بتحديد تسعة وتسعين اسمًا لا ينافي أن يكون غيرها ولكن وقع التخصيص بذكر هذه الأسماء لأنّها الأشهر وبإحصائها يدخل العبد الجنة والله أعلم.[5]

شاهد أيضًا: من أسماء الله الحسنى ينتهي بحرف الياء حل اللغز

أقوال أهل العلم في مسألة حصر أسماء الله

ورد الكثير من الأقوال عن أهل العلم من الأئمة وغيرهم، والتي تقول أنّ أسماء الله الحسنى ليست محصورة بعدد معين، ومما ورد ما يأتي:

  • قال النووي رحمه الله في شرح مسلم: “اتَّفَقَ الْعُلَمَاء عَلَى أَنَّ هَذَا الْحَدِيث لَيْسَ فِيهِ حَصْر لأَسْمَائِهِ سُبْحَانه وَتَعَالَى , فَلَيْسَ مَعْنَاهُ : أَنَّهُ لَيْسَ لَهُ أَسْمَاء غَيْر هَذِهِ التِّسْعَة وَالتِّسْعِينَ، وَإِنَّمَا مَقْصُود الْحَدِيث أَنَّ هَذِهِ التِّسْعَة وَالتِّسْعِينَ مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّة، فَالْمُرَاد الإِخْبَار عَنْ دُخُول الْجَنَّة بِإِحْصَائِهَا لا الإِخْبَار بِحَصْرِ الأَسْمَاء”.
  • قال الخطابي رحمه الله: “فَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ لَهُ أَسْمَاءً اسْتَأْثَرَ بِهَا وَذَلِكَ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ قَوْلَهُ: (إنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ) أَنَّ فِي أَسْمَائِهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ، فَأَمَرَ أَنْ يُدْعَى بِأَسْمَائِهِ الْحُسْنَى مُطْلَقًا، وَلَمْ يَقُلْ: لَيْسَتْ أَسْمَاؤُهُ الْحُسْنَى إلا تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا”.

بهذا نختتم مقال هل اسماء الله محصورة والذي تمّ من خلاله بيان رأي أهل العلم إن كانت أسماء الله محصورة في تسعة وتسعين اسمًا أو في عددٍ معين من الأسماء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى