مقالات

كم عدد اسماء سورة الفاتحة

جدول المحتويات

كم عدد اسماء سورة الفاتحة الواردة في الشريعة الإسلامية، حيث إنّ سورة الفاتحة هي من سور القرآن الكريم المعروفة بفضلها وعظمتها، لذلك فإنّ موقع سيقف مع أسماء سورة الفاتحة، وما هي الموضوعات التي عالجتها هذه السورة العظيمة، وما هو فضلها وما سبب تسمية هذه السورة بهذا الاسم ونحو ذلك من الأمور التي لا يسع المسلم جهلها.

سورة الفاتحة

إنّ سورة الفاتحة هي السورة الأولى من حيث ترتيب السور في القرآن الكريم، أمّا نزولها فقد كانت السورة الخامسة بعد سورة سور العلق والمدثر والمزمل والقلم، وقد كانت سورة الفاتحة أول سورة تنزل كاملة من سور القرآن الكريم، هي السبع المثاني المذكورة في سورة الحجر: {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ}.[1]

شاهد أيضًا: حكم الاستعاذة قبل قراءة الفاتحة في الصلاة

كم عدد اسماء سورة الفاتحة

إنّ عدد أسماء سورة الفاتحة هي ثمانية أسماء، وقد ذكر العلماء أسباب تسميتها بتلك الأسماء من القرآن والسنة، وتُشير أسماء سورة الفاتحة إلى الفضل العظيم لهذه السورة الكريمة، وقد اشتملت على الكثير من المقاصد العظيمة التي لا بدّ للمسلم من الوقوف معها، وما يأتي تفصيل الكلام:

السبع المثاني

ورد اسم السبع المثاني والقرآن العظيم في قول الله تعالى في سورة الحجر: {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ}،[1] وقد فسّر رسول الله صلى الله عليه وسلم السبع المثاني والقرآن العظيم بالفاتحة، وقيل إنّها سميت بالمثاني لاشتمالها على الثناء لله تبارك وتعالى والتمجيد له وتعظيمه، وقيل إنّها سميت المثاني؛ لأنّ الله استثناها وخصّها بهذه الأمة فقط.

القرآن العظيم

ورد اسم القرآن العظيم لسورة الفاتحة في أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما روي عن أبي هريرة رضي الله عنها: “مَرّ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم على أُبَيّ بن كَعْبٍ وهو قائمٌ يصلِّي، فصاحَ بهِ، فقال: تعالَ يا أُبيّ فعجّلَ أُبيُّ في صلاتهِ، ثم جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ما منعكَ يا أُبيّ أن تُجيبَنِي إذ دعوتكَ؟ أليسَ اللهُ يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُواْ لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ} قال أُبيّ: لا جرمَ يا رسولَ اللهِ، لا تدعونِي إلا أَجبتُكَ وإن كنتُ مصليًا، قال: تحبَّ أن أُعلّمكَ سورةً لم تنزلْ في التَّوراةِ، ولا في الإنجيلِ، ولا في الزبورِ، ولا في القُرْآنِ مثلَها؟ فقال أُبيّ: نعم يا رسولَ اللهِ، فقال: لا تخرجْ من بابِ المسجدِ حتى تعلمَها والنبيُّ يمشِي يُريدُ أن يخرجَ من المسجدِ، فلمّا بلغَ البابَ ليخرجَ، قال له أُبيّ: السورةُ يا رسولَ اللهِ، فوقفَ، فقال: نعمْ كيف تقرَأ في صلاتكَ؟ فقرأ أُبيّ أُمَ القرآنِ، فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: والذي نَفِسي بِيدهِ ما أُنزلَ في التَّوراةِ، ولا في الإِنجيلِ، ولا في الزبور، ولا في القرآنِ مثلها؛ وإنّها لهيَ السبعُ من المثانِي التي آتاني اللهُ عز وجل”.[2]

فاتحة الكتاب

سميت سورة الفاتحة بفاتحة الكتاب لأنّ كل المصاحف تُفتتح فيها سواء بالتلاوة أو بالخط، وفي الصلاة يفتتح المسلم القراءة بسورة الفاتحة، وقد روي عن أبي قتادة رضي الله عنه أنّه قال: “كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الركعتين الأوليينِ من صلاة الظهر بفاتحة الكتاب وسورتين”.[3]

شاهد أيضًا: ما حكم قراءة سورة الكهف يوم الجمعة ابن عثيمين

الرقية

إنّ سبب تسمية سورة الفاتحة بسورة الرقية ما ورد عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه حين قال: “كُنَّا في مَسِيرٍ لنا فَنَزَلْنا، فَجاءَتْ جارِيَةٌ، فقالَتْ: إنَّ سَيِّدَ الحَيِّ سَلِيمٌ، وإنَّ نَفَرَنا غَيْبٌ، فَهلْ مِنكُم راقٍ؟ فَقامَ معها رَجُلٌ ما كُنَّا نَأْبُنُهُ برُقْيَةٍ، فَرَقاهُ فَبَرَأَ، فأمَرَ له بثَلاثِينَ شاةً، وسَقانا لَبَنًا، فَلَمَّا رَجَعَ قُلْنا له: أكُنْتَ تُحْسِنُ رُقْيَةً أوْ كُنْتَ تَرْقِي؟ قالَ: لا، ما رَقَيْتُ إلَّا بأُمِّ الكِتابِ، قُلْنا: لا تُحْدِثُوا شيئًا حتَّى نَأْتِيَ أوْ نَسْأَلَ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَلَمَّا قَدِمْنا المَدِينَةَ ذَكَرْناهُ للنبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقالَ: وما كانَ يُدْرِيهِ أنَّها رُقْيَةٌ؟ اقْسِمُوا واضْرِبُوا لي بسَهْمٍ”.[4]

أم القرآن

سميت سورة الفاتحة بأم القرآن؛ لأنّ القرآن الكريم ابتُدئ بها، وكذلك لأنّها اشتملت على معاني القرآن الكريم كلها وهي أصل القرآن الكريم وابتداؤه، وقد ذكر الطبري في كلامه: “سميت أم القرآن؛ لتقدمها على سائر سور القرآن غيرها، وتأخُّر ما سواها خلفها في القراءة والكتابة، وذلك من معناها شبيه بمعنى فاتحة الكتاب، وإنما قيل لها بكونها كذلك: أم القرآن؛ لتسمية العرب كلَّ جامعٍ أمرًا، أو مقدِّمٍ لأمر إذا كانت له توابعُ تتبعه”.[3]

شاهد أيضًا: فضل قراءة آيتين من سورة البقرة قبل النوم

الصلاة

سميت سورة الفاتحة بالصلاة لما ورد من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنّه قال: “مَن صَلَّى صَلاةً لَمْ يَقْرَأْ فيها بأُمِّ القُرْآنِ فَهي خِداجٌ ثَلاثًا غَيْرُ تَمامٍ. فقِيلَ لأَبِي هُرَيْرَةَ: إنَّا نَكُونُ وراءَ الإمامِ؟ فقالَ: اقْرَأْ بها في نَفْسِكَ؛ فإنِّي سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: قالَ اللَّهُ تَعالَى: قَسَمْتُ الصَّلاةَ بَيْنِي وبيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ، ولِعَبْدِي ما سَأَلَ، فإذا قالَ العَبْدُ: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العالَمِينَ}، قالَ اللَّهُ تَعالَى: حَمِدَنِي عَبْدِي، وإذا قالَ: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}، قالَ اللَّهُ تَعالَى: أثْنَى عَلَيَّ عَبْدِي، وإذا قالَ: {مالِكِ يَومِ الدِّينِ}، قالَ: مَجَّدَنِي عَبْدِي، وقالَ مَرَّةً فَوَّضَ إلَيَّ عَبْدِي، فإذا قالَ: {إيَّاكَ نَعْبُدُ وإيَّاكَ نَسْتَعِينُ} قالَ: هذا بَيْنِي وبيْنَ عَبْدِي، ولِعَبْدِي ما سَأَلَ، فإذا قالَ: {اهْدِنا الصِّراطَ المُسْتَقِيمَ صِراطَ الَّذينَ أنْعَمْتَ عليهم غيرِ المَغْضُوبِ عليهم ولا الضَّالِّينَ} قالَ: هذا لِعَبْدِي ولِعَبْدِي ما سَأَلَ”.[5]

أم الكتاب

سميت سورة الفاتحة بأم الكتاب لورود ذلك في حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد سميت سورة الفاتحة بأم الكتاب؛ لأنّه يُبتدأ فيها بالقراءة في الصلاة، ويُبتدأ فيها بكتابة القرآن الكريم، وهذا الاسم شرف عظيم وقدر جليل فهي أمّ كل القرآن الكريم.[3]

شاهد أيضًا: ما هي اعظم سورة في القران الكريم

الحمد لله رب العالمين

إنّ من أسماء سورة الفاتحة: “الحمد لله رب العالمين” وقد ورد ذلك بشكل صريح في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم المروي عن أبي سعيد بن المعلى أنّه قال: “كُنْتُ أُصَلِّي، فَدَعانِي النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَلَمْ أُجِبْهُ، قُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ إنِّي كُنْتُ أُصَلِّي، قالَ: ألَمْ يَقُلِ اللَّهُ: اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ ولِلرَّسُولِ إذا دَعاكُمْ؟، ثُمَّ قالَ: ألا أُعَلِّمُكَ أعْظَمَ سُورَةٍ في القُرْآنِ قَبْلَ أنْ تَخْرُجَ مِنَ المَسْجِدِ، فأخَذَ بيَدِي، فَلَمَّا أرَدْنا أنْ نَخْرُجَ، قُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ، إنَّكَ قُلْتَ: لَأُعَلِّمَنَّكَ أعْظَمَ سُورَةٍ مِنَ القُرْآنِ قالَ: الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العالَمِينَ، هي السَّبْعُ المَثانِي، والقُرْآنُ العَظِيمُ الذي أُوتِيتُهُ”.[6]

إلى هنا نكون قد انتهينا إلى آخر مقال كم عدد اسماء سورة الفاتحة وذكرنا سبب تسمية كل من ذلك الأسماء ومن أين استقى علماء أهل السنة والجماعة هذا الاسم لتلك السورة ونحو ذلك من الأمور الأخرى.

المراجع

  1. ^
    الحجر , 87
  2. ^
    شرح السنة , البغوي، أبو هريرة، 3/14 ، صحيح
  3. ^
    ar.islamway.net , أسماء سورة الفاتحة , 01/09/2022
  4. ^
    صحيح البخاري , البخاري، أبو سعيد الخدري، 5007، صحيح
  5. ^
    صحيح مسلم , مسلم، أبو هريرة، 395 ، صحيح
  6. ^
    صحيح البخاري , البخاري، سعيد بن المعلى، 5006، صحيح

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى