سبب نزول سورة ص موقع

سبب نزول سورة ص وهي من السور التي نزلت على قلب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وهو في مكة المكرمة، وتناولت مواضيع مختلفة تصب جميعها في الدعوة للإسلام، والإيمان بالله وحده عز وجل، ولعل هناك سببا  مباشراً ارتبط نزول هذه السورة به، وفي سطورنا القليلة التالية عبر موقع سنتطرق بالحديث عن سورة “ص” بكل تفصيل من سبب نزولها، وموضوعاتها، وتسميتها.

سورة ص

سورة ص من السور المكية التي نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي من السور المثاني، ترتيبها في القرآن الكريم هو ثمان وثلاثون، وعدد آياتها ثمان وثمانون آية، هي في الجزء الثالث والعشرين، جاءت متممة لسورة الصافات، وبها سجدة تلاوة في الآية الرابعة والعشرين، بدأت بالحرف الهجائي “ص” كدليل على الإعجاز القرآني، حيث لم يستطع أي من العلماء معرفة الغاية منه، وهذا علمه عن الله.

شاهد أيضًا: سبب نزول سورة الفلق والناس باختصار

سبب نزول سورة ص

إن سبب نزول سورة ص هو أنه عندما مرض أبو طالب التقى في زيارته كل من قريش، والرّسول صلى الله عليه وسلم، وشكت قريش الرسول لأبي طالب، ولما سأل أبو طالب الرسول عن دعواه، قال أريد منهم أن يقرّوا بأن لا إله إلا الله، ورفضت قريش ذلك، وقالوا لم نسمع بذلك في أي ملة وما هو إلا اختلاق لا أساس له فنزلت سورة “ص”، وقد روي عن ابن عباس رضي الله عنهما في الحديث الشريف:

“مَرِضَ أبو طالبٍ فجاءته قريشٌ، وجاءه النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وعند أبي طالبٍ مَجْلِسُ رجلٍ، فقام أبو جهلٍ كي يَمْنَعَه، قال: وشَكَوْهُ إلى أبي طالبٍ فقال: يا ابنَ أَخِي ما تريدُ من قومِكَ؟ قال : أريدُ منهم كلمةً تَدِينُ لهم بها العربُ، وتُؤَدِّي إليهم العَجَمُ الجِزْيَةَ، قال: كلمةً واحدةً؟ قال: كلمةً واحدةً فقال: يا عَمِّ قولوا: لا إله إلا اللهُ. فقالوا: إلهًا واحدًا؟ مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ. قال: فنزل فيهم القرآنُ ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ. بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ إلى قولِه مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ”. [1]

شاهد أيضًا: ما سبب نزول سورة التحريم

سبب تسمية سورة ص بهذا الاسم

إن سبب تسمية سورة ص بهذا الاسم هو أنها بدأت بحرف ص الهجائي، ولم يرد أي نص شرعي في القرآن الكريم، أو السنة النبوية المطهرة في تسمية سورة ص، وإنما تسميتها بهذا الاسم الصحابة، تمييز السور عن بعضها البعض، قال تعالى في كتابه العزيز في الآية الأولى من سورة “ص”: {ص ۚ وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ}[2] وكذلك الحال في تسمية سورة “ق”، و”ن” وما علم هذه الأحرف والغاية منها إلا عند الله سبحانه جل وعلا.

شاهد أيضًا: سبب نزول سورة الفلق ولماذا سميت بهذا الاسم

المواضيع التي تناولتها سورة ص

تعددت المواضيع التي تناولتها سورة “ص”، وفيما يأتي نذكر هذا المواضيع بالتفصيل:

• توحيد الله سبحانه وتعالى: تحدثت سورة ص عن دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم دعوة المشركين لعبادة الله وحده جل وعلا دون سواه، ورفضهم لذلك، وإنكارهم وجوده.
• شبهات الكافرين: تناولت سورة “ص” ق” حجج الكافرين على دعوة النبي صلى الله عليه وسلم وهي أنه بشر، كيف الله اختاره دون غيره بالنبوة.
• نعيم المؤمنين، وعذاب الكافرين تحدثت سورة “ص” عن النعيم الذي وعد به الله المؤمنين به، وبما جاء به الرسول، كما أنها تحدثت عن عذاب الكافرين، ومن أنكر وجود الله، ونبوة النبي صلى الله عليه وسلم.
• قصص الأنبياء والرسل: ورد في آيات سورة “ص” قصص الأنبياء والرسل لتثبيت الرسول صلى الله عليه وسلم في دعواه، وأصحابه المؤمنين في إسلامهم، وإيمانهم بالله ورسوله.
• القرآن الكريم: وصفت سورة  “ص” القرآن الكريم بذي الذكر، وأنه من عند الله تعالى، وحري بالذكر أنه لم تصف أي سور القرآن بهذا الوصف.

شاهد أيضًا: لماذا سميت سورة الدخان بهذا الاسم

من هم الأنبياء الذين ذكرت قصصهم في سورة ص

ورد في سورة “ص” قصص ثلاثة أنبياء كانوا قد استسلموا بعد أن اتخذوا قرارات ظنوا أنها بعيدة عن الحق، وكيف كان رد الله عليهم، وفيما يلي نذكر هذه القصص:

• قصة داوود: وقد بدأت في الآية 17 من سورة “ص”: {اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُدَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ}.[3]
• قصة سليمان: وبدأت قصة سيدنا سليمان عليه السلام في الآية 30 من سورة “ص”:{وَوَهَبْنَا لِدَاوُدَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ}.[4]
• قصة أيوب: وبدأت قصة سيدنا أيوب عليه السلام في الآية 41 من سورة “ص”: {وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ}.[5]

وبهذا القدر من المعلومات نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا تحت عنوان سبب نزول سورة ص وتعرفنا من خلاله على تفاصيل هذه السورة، والموضوعات التي تناولتها بصورة مبسطة.

المراجع

1. ^
   سنن الترمذي , الترمذي ، عبدالله بن عباس ، 3232 ، حسن
2. ^
   سورة ص , الآية 1
3. ^
   سورة ص , الآية 17
4. ^
   سورة ص , الآية 30
5. ^
   سورة ص , الآية 41