من هم الانبياء العرب الاربعة

من هم الانبياء العرب الاربعة، فالأنبياءُ العَرَب هم قلّة قياسًا لباقي الأمم والأعراق الأخرى، فقد اشتُهر عند الناس أنّ هنالك من الأنبياءِ أربعةً هُم مِنَ العَرَب، فهل يقتصر عدد الأنبياءِ مِنَ العَرَب على هذا العدد فقط أو إنّ هنالك أنبِيَاءَ مِنَ العَرَب فوق الأربَعَة المشهورين، وفي هذا المقال يتوقف موقع مع بيان عَدَد الأنْبِيَاء العربِ الذين أرسلهم الله تعالى إلى الأمم التي ضلّت طريق الهدى.

من هم الانبياء العرب الاربعة

إنّ الأنبياء العرب الأربعة يُقصّد بهم نبي الله هود وصالح وشعيب ومحمد صلى الله عليهم وسلّم، فهذا هو المشهور عند الناس عنهم، ولكنّ الحقيقة أنّ أنبياء العرب هم خمسة إذا ما أُضيف إليهم إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام، فهو من العرب المستعربة، يعني أنّه جاور العرب وأخذ عنهم العربية وقد تحدث بالعربية منذ صغره بعد أن نشأ بينهم هو وأمّه في قصتهم المشهورة، وفيما يأتي بيان كل واحد من هؤلاء الرسل عليهم السلام.[1]

شاهد أيضًا: كم عدد اسماء سورة الفاتحة

هود عليه السلام

إنّ هود عليه السلام هو أول نبي من الأنبياء العرب، قيل هو هود بن شالح بن أرفخشذ بن سام بن نوح، وقيل هو هود بن عبد الله بن رباح الجارود بن عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح، وقد أُرسِلَ إلى قوم عاد الأولى، وكانوا أوّل من عبد الأصنام بعد قوم نوح، فكانوا من الأقوام العتاة المتمردين الأقوياء، ولكنهم كانوا على ضلالة فعبدوا الأصنام.[2]

فلمّا نهاهم عن هذا الكفر لم يستجب له من قومه سوى قلة، وأمّا الأكثرية فقد تجبروا، فأرسل الله تعالى عليهم الريح العقيم، بينما كان هود عليه السلام والمؤمنين معه معتزلين في حظيرة فلم يصبهم أيّ مكروه، قال تعالى: {وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ * مَا تَذَرُ مِن شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ}،[3] والله أعلم.[2]

صالح عليه السلام

النبي الثاني من أنبياء العرب هو صالح عليه السلام، والغالب أنّ قومه كانوا بعد قوم عاد وكانوا ورَثَتهم، يقول تعالى: {وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِن بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الْأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِن سُهُولِهَا قُصُورًا وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا ۖ فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ}،[4] فكانوا ينحتون الجبال يجعلونها بيوتًا لهم، وكانوا قومًا أشدّاء غير أنّهم أعجبتهم قوتهم فطَغَوا وتجبروا، فعبدوا الأصنام، فأرسل الله تعالى إليهم نبيًّا منهم هو صالح عليه السلام.[5]

كانت دعوته مثل كل الرسل تدعو إلى إفراد الله تعالى بالعبادة وعدم الإشراك به، واجتناب ما نهى الله عنه وإحلال الحلال وتحريم الحرام، غير أنّهم لم يستجيبوا وطلبوا منه معجزة تدل على صدقه فجاءهم بالناقة بإذن الله، ونهاهم عن التعرض لها بسوء، ولكنهم قتلوها لشدة جبروتهم، فعاقبهم الله تعالى شرّ عقاب ونجّى نبيّه والذين آمنوا معه.[5]

شعيب عليه السلام

النبي الثالث من الأنبياء العرب هو نبي الله شعيب عليه السلام، وقد أرسله الله تعالى إلى أهل مدين، فكانوا قومًا ذوي أخلاق سيئة وكانوا يبخسون الناس أشياءهم ويبخسون المكاييل والموازين، وكانوا يعبدون الأيكة وهي شجر مُلتّف، وقيل بل بُعث إلى أمّتين وهم أهل مدين وأصحاب الأيكة، وكان النبي شعيب كما قيل ضرير البصر، ولكنه كان ذا خطاب بليغ حتى قيل عنه إنّه خطيب الأنبياء.[6]

فوعظهم النبي عليه السلام ونهاهم عمّا كانوا يفعلون وعن الإشراك بالله تعالى، فلم يستجيبوا وزاد عنادهم، بل وتعرضوا للنبي عليه السلام، فكان انتقام الله تعالى منهم بأن أصابهم يوم الظلّة، وهو أنّ الله تعالى سلّط عليهم حرًّا شديدًا، فخرجوا من بيوتهم ووجدوا غيمة تظلّهم وشعروا تحتها بالبرودة، فتنادوا حتى صاروا تحتها، فأمطر الله تعالى عليهم نارًا، وقيل هذا عذاب أصحاب الأيكة، وأمّا أهل مدين فأخذتهم الزلزلة، على رأي من يراهم أمتين لا أمة واحدة.[6]

إسماعيل عليه السلام

هو إسماعيل بن إبراهيم الخليل عليهما السلام، وقصته أنّه عندما كان صغيرًا أخذه أبوه مع أمه إلى مكة المكرّمة، وكانت صحراء ليس فيها أنيس ولا ماء، فلمّا تركها ترك عنها تمرًا وماء، وهمّ بالانصراف فلمّا أراد الرحيل سألته زوجته هاجر عليها السلام: “آللهُ الَّذي أَمَرَكَ بهذا؟ قالَ: نَعَمْ، قالَتْ: إذَنْ لا يُضَيِّعُنَا”،[7] فنفد الماء وعطش ابنها وصارت تسعى بين الصفا والمروة حتى رأت ملَكًا، فضرب الأرض ونبع منها ماء زمزم.[8]

وبعد مدة قصيرة جاءتهم قبيلة من العرب هي جرهم فجاوروهما ونشأ إسماعيل عليه السلام فيهم وتعلم العربية منهم، وتزوج منهم مرتين، الأولى طلقها بأمر والده، والثانية بقيت عنده بأمر والده كذلك، ثم التقى بوالده الخليل عليه السلام وبنيا الكعبة معًا بأمر من الله تعالى، والقصة بأكملها مبسوطة في صحيح الإمام البخاري من حديث ابن عباس رضي الله عنهما، والله أعلم.[8]

محمد صلى الله عليه وسلم

هو خاتم الأنبياء والمرسلين وسيّدهم، وهو الرحمة المهداة، النبيّ العربيّ أبو القاسم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب من بني هاشم بن عبد مناف من بني عدنان، صلى الله عليه وآله وسلم، يعود نسبه إلى النبي إسماعيل عليه السلام، بُعث إلى الإنس والجن، كان ميلاده في مكة المكرمة، وقد نزل عليه الوحي في غار حِراء، وبدأت دعوته بمكة سريّة ثمّ جهر بها بأمر من الله تعالى، ولقي من قومه ما لقي من الأذى والظلم له ولمن اتبعه.[9]

هاجر إلى المدينة المنورة هو وأصحابه، وأسسوا دولة قوية، ولكنّ قومه حاولوا إلحاق الأذى به حتى وهو بعيد من خلال السطو على ما تركوه من أمتعة في مكة، وبعدها صارت بينه وبين قومه غزوات عدّة حتى كان فتح مكّة، وخلال إقامته بالمدينة غزا اليهود الذين كانوا يكيدون المكاد مع العرب، وبعد الفتح اتحدت العرب عليه فغزاهم حتى صارت جزيرة العرب تدين بالإسلام، ثمّ مات عليه الصلاة والسلام بعد حجة الوداع بأشهر قليلة، وقد أكمل أصحابه من بعده نشر الدين حتى بلغ المشرق والمغرب بإذن الله تعالى.[9]

من هو أبو العرب من الأنبياء

لم يذكر المؤرخون شيئًا بخصوص أبي العرب، ولكنّهم قالوا إنّ أوّل نبي من العرب هو نبي الله هود عليه الصلاة والسلام، وقد أُرسل إلى قبيلة من العرب البائدة وهم قومه واسمهم قبيلة عاد، ومساكنهم بالأحقاف بين عُمان واليمن قريب من حضرموت، واختُلف في نسبه فقالوا هو هود بن شالح بن أرفخشذ بن سام بن نوح، وقيل هو هود بن عبد الله بن رباح الجارود بن عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح، والله أعلم.[1]

شاهد أيضًا: من هو النبي الذي أيده الله تعالى بمعجزة إحياء الموتى؟

من هم الأنبياء غير العرب

إنّ الأنبياء غير العرب هم جميع الأنبياء الذين أرسلهم الله سبحانه وتعالى إلى الأرض عدا الخمسة الذين مرّ ذكرهم وهم هود وصالح وشعيب وإسماعيل ومحمد صلى الله عليه وسلّم، فهؤلاء هم من العرب قد أُرسلوا إلى أقوامهم عدا النبي محمد صلى الله عليه وسلم الذي أُرسل للناس كافة وللإنس والجن معًا وليس للبشر فقط، والله أعلم.

شاهد أيضًا: من هو النبي الذي ظل يدعو قومه 950 سنة

كم عدد الأنبياء غير العرب

إنّ عدد الأنبياء عمومًا يصل في بعض الروايات إلى نحو 124 ألفًا، والمرسلون منهم 315 في بعض الروايات، وقد ذكر القرآن الكريم منهم خمسة وعشرين نبيًّا، وزادت السنّة بذكر أنبياء لم يردوا في القرآن الكريم، واختلفوا في ذي القرنين وتبّع والخضر هل هم أنبياء أم لا، فأمّا الخضر فالظاهر أنّه نبي لقوله: {وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي}،[10] فالمعنى أنّه أوحي إليه، وأمّا تبّع وذو القرنين فالأفضل التوقف في إثبات نبوتهما لأنّ النبي صلى الله عليه وسلم توقّف في إثبات نبوتها وقال ما أدري، أو كما قال عليه الصلاة والسلام.[11]

شاهد أيضًا: من هو النبي الذي لقب بابو الانبياء

كم نبي عربي ذكر في القرآن

الأنبياء العرب الذين ذكرهم القرآن الكريم هم الخمسة الذين مرّ ذكرهم في بداية المقال، وهم: هود وصالح وشعيب وإسماعيل ومحمد صلى الله عليه وسلم، ففي سورة الأعراف يقول تعالى: {وَإِلَىٰ عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا ۗ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۚ أَفَلَا تَتَّقُونَ}،[12] ويقول في سورة هود: {وَإِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا ۚ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ}،[13] ويقول تعالى: {وَإِلَىٰ مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا ۚ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ}.[14]

وأمّا إسماعيل عليه السلام فقد ذكره في قوله تعالى: {وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ ۖ كُلٌّ مِّنَ الصَّابِرِينَ}،[15] وأمّا النبي محمد صلى الله عليه وسلم فقد ذكر في آيا كثيرة منها قوله تعالى: {مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَٰكِن رَّسُولَ اللهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ۗ وَكَانَ اللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا}،[16] والله أعلم.

وإلى هنا يكون قد تم مقال من هم الانبياء العرب الاربعة بعد الوقوف على هؤلاء الأنبياء وبيان شيء من حالهم الوقوف على إجابة بعض المسائل حولهم وحول أقوامهم وغير ذلك.

المراجع

1. ^
   islamweb.net , أنبياء العرب , 01/09/2022
2. ^
   islamweb.net , قصة هود عليه السلام , 01/09/2022
3. ^
   سورة الذاريات , الآية: 41 42
4. ^
   سورة الأعراف , الآية: 74
5. ^
   islamweb.net , قصة النبي صالح عليه السلام في القرآن , 01/09/2022
6. ^
   islamweb.net , الكامل في التاريخ » قصة شعيب عليه السلام , 01/09/2022
7. ^
   صحيح البخاري , البخاري، عبد الله بن عباس، رقم الحديث: 3364، حديث صحيح.
8. ^
   islamweb.net , قصة إسماعيل عليه الصلاة والسلام , 01/09/2022
9. ^
   islamstory.com , محمد رسول الله , 01/09/2022
10. ^
    سورة الكهف , الآية: 82
11. ^
    islamweb.net , عدد الأنبياء والرسل , 01/09/2022
12. ^
    سورة الأعراف , الآية: 65
13. ^
    سورة هود , الآية: 61
14. ^
    سورة هود , الآية: 84
15. ^
    سورة الأنبياء , الآية: 85
16. ^
    سورة الأحزاب , الآية: 40