مقالات

متى ينصرف الحاج إلى مزدلفه

جدول المحتويات

متى ينصرف الحاج إلى مزدلفه من الأسئلة الشائعة عن أحد مناسك الحج المهمة، وهي المبيت بالمزدلفة، ويتساءل الكثير من المسلمين الذين من الله عليهم حج بيته الحرام  عن شعائر الحج التي يجب عليهم اتباعها، في الحج والمبيت بالمزدلة أحد هذه الشعائر التي سنتناول الحديث عنها في هذا المقال، عبر موقع ونرفق كل ما يخص هذا الموضوع بالتفصيل.

ما هو المبيت في المزدلفة؟

المبيت في المزدلفة ثالث المشاعر المقدسة التي يمر فيها حجاج بيت الله الحرام أثناء أداء مناسك الحج، تقع المزلفة بين مشعري منى وعرفات، ويبيتُ الحجاج في المزدلفةِ بعد أن ينفروا من عرفات، وفي المزدلفة يقيم الحجاج الصلاة جمعاً وقصراً، ويجمعون الحُصيات لرميها بجبل منى، ويمكث الحجاج في المزدلفة إلى اليوم التالي الذي يُصادف أول أيام عيد الأضحى (يوم النحر)، ثم يفيض الحجاج بعد ذلك في منى. [1]

شاهد أيضًا: ماهي ايام التشريق ولماذا سميت بهذا السم

متى ينصرف الحاج إلى مزدلفه

من المستحب أن يقوم الحاج إلى بيت الله الحرام الذهاب إلى المزدلفة عند غياب الشمس بسكينته ووقاره، وذلك مع الحرص على العمل الإكثار من التلبية، فعند الوصول إلى المزدلفة يتوجب على الحاج أداء صلاتي المغرب والعشاء بإقامتين وفي أذان واحد، فيؤدي الحاج ثلاث ركعات المغرب وركعتين للعشاء، ولا يجوز للحاج الخروج من المزدلفة قبل النصف الثاني من الليل، ومن الأفضل أن ينصرف منها قبل بزوغ الشمس مجدداً، كما أنه ذكر بأنه يجوز تقديم النساء والضعفة قبل بزوغ الفجر، وبعد النصف الأخير من الليل.[1]

شاهد أيضًا: ما هو التعجل في الحج وهل يلزم المتعجل المبيت بمنى

الدليل من السنة النبوية على موعد الانصراف من مزدلفة

وقد ذكر أهل العلم دليلًا على هذا، فقد روى جابر بن عبد الله رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قائلاً: “أفاض جبريلُ عليه السَّلامُ بإبراهيمَ عليه السَّلامُ، فصلَّى بمنًى الظُّهرَ والعصرَ والمغربَ والعشاءَ والصُّبحَ، ثمَّ غدا به من منًى إلى عرفةَ، فصلَّى به الصَّلاتَيْن الظُّهرَ والعصرَ، ثمَّ وقف به حتَّى غابت الشَّمسُ، ثمَّ دفع به حتَّى أتَى المزدلِفةَ، فنزل به فبات فصلَّى الصُّبحَ كأعجلَ ما يُصلِّي أحدٌ من المسلمين، ثمَّ وقف به كأبطأَ ما يُصلِّي أحدٌ من المسلمين، ثمَّ دفع به إلى منًى فرمَى ثمَّ ذبح، فأوحَى اللهُ عزَّ وجلَّ إلى محمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: {ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}”، أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره، والطبراني، والبيهقي في السنن الكبرى، وفي شعب الإيمان واللفظ له [2]

شاهد أيضًا: كم عدد اركان الحج وواجباته وسننه

حكم المبيت في مزدلفة

إن حكم المبيت بالمزدلفة واجب على كل حاج إلى بيت الله الحرام بحسب رأي أهل العلم، وقول المذاهب المالكية والحنفية، وهذا القول وفقاً للقول عند بعض السلف حيث، وقد استدلوا على صحة هذا في قوله تعالى في سورة البقرة الآية 198: {فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ}، كما أنهم استدلوا أيضاً بالكثير من الأحاديث النبوية الشريفة التي دلت على ذلك، فقد روى عروة بن أوس بن حارثة بن لام الطائي بأن النبي عليه الصلاة وسلام قال : “يا رسولَ اللهِ، إنِّي جِئْتُ من جَبلَيْ طَيِّئٍ، أكلَلْتُ راحِلَتي، وأتعَبْتُ نَفْسي، واللهِ ما ترَكْتُ من جَبلٍ إلَّا وقَفْتُ عليه، فهل لي من حَجٍّ؟ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: مَن شَهِدَ صلاتَنا هذه، ووَقَفَ معَنا حتى ندفَعَ، وقد وقَفَ بعَرَفةَ قبلَ ذلك ليلًا، أو نهارًا، فقد أتَمَّ حَجَّه، وقَضى تَفَثَه”، أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي.[3] [4]

شاهد أيضًا: حكم المبيت بمنى ايام التشريق وهل هو ركن من أركان الحج؟

ما حكم من ترك المبيت في مزدلفة؟

إن حُكم ترك المبيت بالمزدلفة الحج صيح لكن ناقصاً، فيتوجب على الحاج الذي لم يبيت بالمزدلفة متعمداً أو ناسياً بفجر الدم والذبح، وهذا في غادر المزدلفة قبل نصف الليل، أما إذا غادرها بعد نصف الليل فليس عليه من شيء، والله تعالى أعلم، [4] وذلك وفقاً لقول تعالى في سورة البقرة الآية 196: {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.[5]

وبهذا المقدار من المعلومات سوف ننهي هذا المقال الذي كان يحمل عنواناً متى ينصرف الحاج إلى مزدلفه، وقد ارفقنا في صدوره كل ما يخص المبيتُ بالمزدلفة من معلومات بالتفصيل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى