مقالات

ما حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف عند المذاهب الأربعة

جدول المحتويات

ما حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف عند المذاهب الأربعة، والذي يحتفل به العديد من المسلمين بطقوس معينة في ذكراه كل عام، ومع اقتراب ذكرى مولد النبي صلى الله عليه وسلم يبحث العديد من الأشخاص عن الحكم الشرعي للاحتفال بالمولد النبوي، وعبر موقع سنتحدث عن المولد النبوي، ورأي المذاهب الأربعة بمشروعية الاحتفال به، ونبين رأي كل لدن ابن باز، وابن عثيمين، وما ذكر في موقع إسلام ويب.

المولد النبوي

يعرف يوم المولد النبوي الشريف، بيوم ولادة الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم، حيث ولد في عام الفيل، في يوم الاثنين الثاني والعشرين من شهر نيسان لعام 571 ميلادياً، وكان النبي يصوم يوم الاثنين من كل أسبوع، ولما سئل عن السبب قال إنه يوم، وروي “وَسُئِلَ عن صَوْمِ يَومٍ، وإفْطَارِ يَومٍ؟ قالَ: ذَاكَ صَوْمُ أَخِي دَاوُدَ، عليه السَّلَام، قالَ: وَسُئِلَ عن صَوْمِ يَومِ الاثْنَيْنِ؟ قالَ: ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ، وَيَوْمٌ بُعِثْتُ، أَوْ أُنْزِلَ عَلَيَّ فِيهِ”.[1]

شاهد أيضًا: هل الاحتفال بالمولد النبوي بدعة

ما حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف عند المذاهب الأربعة

إن رأي المذاهب الفقهية الأربعة في الاحتفال بيوم المولد النبوي الشريف ما هو إلا بدعة مستحدثة، فهو أمر غير جائز، ورأي الإمام الشافعي أن البدع هي نوعان، منها ما هو بدعة حسنة، ومحمودة، ومنه البدع السيئة المذمومة، وكل بدعة جاءت متفقة مع سنة النبي صلى الله عليه وسلم هي محمودة، ومذمومة البدعة التي تخالفها، والاحتفال لا أصل له في الشرع ولم يرد في القرآن، والسنة النبوية الشريفة، ولا عن الصحابة والتابعين ما يشعر بـمشروعيته فهو أمر غير جائز، وهذا رأي المذاهب الأربعة.

حكم الاحتفال بالمولد النبوي إسلام ويب

لقد ورد في موقع إسلام ويب في الفتوى رقم: 1888 والمتعلقة بحكم الاحتفال النبوي الشريف ما يلي:

إن مكان الرسول صلى الله عليه وسلم في قلوب أصحابهم التابعين تفوق حبهم لأهلهم، وأولاد بيتهم، وأنفسم حتى، وقد حرصوا على التقيد بسنته المطهرة، والاحتفال بالمولد النبوي هو بدعة مستحدثة، لم يرد مثل ذلك عن الرسول، وصحابته من بعده، ولو كان في هذا الاحتفال أي خير لفعله النبي، أو أصحابه رضوان الله عليهم أجمعين، ويعد الفاطميون هم أول من احتفل بذكرى المولد النبوي الشريف، وهذا غير جائز في الشرع بدليل ما روت  أم المؤمنين عائشة عن النبي في الحديث أنه قال: “مَن أَحْدَثَ في أَمْرِنَا هذا ما ليسَ فِيهِ، فَهو رَدٌّ”، أخرجه البخاري، ومسلم.[2]

أدلة على جواز المولد النبوي

أجاز بعض العلماء الاحتفال بعيد المولد النبوي الشريف، مستدلين على ذلك بما يلي:

  • إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم كل اثنين من كل أسبوع، ولما سئل عن السبب قال أنه يوم مولده، وهذا خير دليل على أهمية هذا اليوم، وحث على الاهتمام به.
  • إنّ الله سبحانه جل وعلا أمر بالفرح والسرور، والنبي نبي الرحمة.
  • لقد أمر الله عباده تعظيم الشعائر، والاحتفال بهذا اليوم هو تعظيم لشعائر الله.
  • روي أن أبا جهل عتق جارية عند لا علم بولادة النبي، وروي أنه يخفف عنه العذاب عند كل ليلة يوم اثنين يوم الحساب.

حكم الاحتفال بالمولد النبوي ابن باز

سئل الشيخ الجليل ابن باز رحمه الله حول مسألة الاحتفال باليوم النبوي الشريف، وجوازه من عدمه، فقال: إن الاحتفال بالمولد النبوي أمر غير مشروع، وهو بدعة لا أساس لها في الشرع، والأمر يقاس على كل الموالد فهي بدعة، ويعد الرسول صلى الله عليه وسلم هو المرشد، والناصح، والداعي لكل خير لم يحتفل به، ولا أصحابه، أو يدعوا لذلك، والأولى والأحوط أن يلم المسلم بأحاديث النبي، ويدرس سنته المطهرة، والله أعلم.[3]

حكم الاحتفال بالمولد النبوي ابن عثيمين

سئل الشيخ ابن عثيمين عن حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف فقال: إن الاحتفال بيوم المولد النبوي الشريف غير جائز، حيث لم يرد عن النبي وأصحابه أن احتفلوا بهذا اليوم، إضافة أنه هناك خلاف في تحديد يوم ولادة النبي، وقد سرب في هذه الاحتفالات الكثير من البدع كالأغاني، واستخدام الطبول، وهذا أمر مرفوض، وغير جائز، وأكد أنه بحب النبي يكتمل إيمان العبد، وأن بعثة النبي خير من مولده، بشرط عدم المغالاة، والالتزام بالحد المسموح.[4]

شاهد أيضًا: حكمة عن المولد النبوي الشريف

حكم التهنئة في عيد المولد النبوي

أما بالنسبة للتهنئة في عيد المولد النبوي الشريف، فقد ميز أهل العلم بين نوعين من التهنئة، وفيما يلي نوردهما:

  • تهنئة مشروعة: التهنئة تكون بما هو مشروع من الأعياد والمناسبات، وتكون من خلال التذكير والحث على العبادة وقراءة القرآن، والصيام، وهذه التهنئة جائزة شرعا، ومستحبة لما فيها من دعوة للهداية، والاستقامة.
  • تهنئة محرمة: التهنئة في الأعياد والمناسبات التي لم يجزها الشرع، وإنما نهى عنها، ويكون من بادل التهنئة شارك في البدعة، وهذه التهنئة لا تجوز شرعا، لعدم جواز المناسبة

وبهذا القدر من المعلومات نصل إلى ختام مقالنا تحت عنوان ما حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف عند المذاهب الأربعة وتعرفنا من خلاله على المولد النبوي، وأرفقنا ما قال به مختلف العلماء والأئمة حول الاحتفال به، وتبادل التهنئات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى