مقالات

كيف كانت الصلاة قبل الإسراء والمعراج

جدول المحتويات

كيف كانت الصلاة قبل الإسراء والمعراج؟ من الأسئلة التي تطرأ على بال الكثير من المسلمين، فمع مرور ذكرى الإسراء والمعراج، ومعرفة أنّ الصلوات الخمس قد فُرضت فيه، فكيف كان النبي صلى الله عليه وسلم، وأصحابه الكرام يصلّون قبل أن تُفرض الصلاة، وهل كانت الصلاة معروفة قبل الإسراء والمعراج، يهتمّ موقع عبر هذا المقال بتوضيح كيفية الصلاة قبل ليلة الإسراء والمعراج، وبيان كيف فرضت الصلاة وبيان مواقيتها وكيفية أدائها.

الصلاة في الإسلام

تمهيدًا لمعرفة كيف كانت الصلاة قبل الإسراء والمعراج فإنّ من المهم معرفة مكانة الصلاة في الإسلام، فلقد عظّم الدين الإسلامي شأنها ورفع ذكرها، ولها مكانةٌ عاليةٌ فيه، فالصّلاة واحدةٌ من أعظم أركان الإسلام، وهي الثانية بعد الشهادتين  فيها، وهي أوّل ما يسأل الله عباده عنه يوم القيامة، فهي عماد الدين وهي الفارق بين المسلم وبين الكافر، وقد أمر الله بها في كتابه، فقال سبحانه وتعالى: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ}. [1] وإنّ الصلاة فريضةٌ جمعت كلّ العبادات، ففيها تلاوة القرآن وفيها الذكر والتسبيح والتهليل والتكبير والتذلل والخضوع بين بيدي الله، وهي من الأمور التي تنهى عن الفحشاء والمنكر.[2]

شاهد أيضًا: كيفية الصلاة الصحيحة من التكبير إلى التسليم

كيف كانت الصلاة قبل الإسراء والمعراج

اختلف أهل العلم في كيفية الصلاة قبل الإسراء والمعراج، ولكنّ أشهر الأقوال أنّها كانت أول فرض الصلوات الخمس ركعتين، وبعد الهجرة أقرّت في السفر وزيدت في الحضر ركعتين، إلا المغرب فعلى حالها، وقد ورد عن أمّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنّها قالت: “فُرِضَتِ الصَّلَاةُ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ هَاجَرَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَفُرِضَتْ أرْبَعًا، وتُرِكَتْ صَلَاةُ السَّفَرِ علَى الأُولَى“. [3] حيث إنّ أول وجوب الصلاة كان في مكّة المكرمة في أول الإسلام لأنّ في القرآن آياتٌ مكّية نزلت في أوّل البعثة تحثّ على الصلاة، ومن أقوال أهل العلم أنّ الصلاة المفروضة أوّل الأمر كانت ركعتان بالغداة وركعتين بالعشي.

وقد ورد عن الحافظ قوله: “ذهب جماعة إلى أنّه لم يكن قبل الإسراء صلاة مفروضة إلا ما وقع الأمر به من غير تحديد” وذكر الشافعي عن بعض أهل العلم: “إن صلاة الليل كانت مفروضة ثم نسخت، فصار الفرض قيام بعض الليل، ثمّ نسخ ذلك بالصلوات الخمس”. وإنّ الثابت أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي قبل المعراج، وكذلك أصحابه، ولكن لم تكن الصلاة خمس صلوات والله أعلم.[4]

كيف فرضت الصلاة ليلة الإسراء والمعراج

بتوضيح كيف كانت الصلاة قبل الإسراء والمعراج فسيتم بيان كيف فرضت الصلاة، حيث إنّ الثابت والصحيح أنّ الصلاة فُرضت على المسلمين عندما أعرج بالنبي صلى الله عليه وسلم في ليلة الإسراء والمعراج إلى السماء السابعة عند سدرة المنتهى، حيث ورد ذلك في الحديث الصحيح الذي رواه أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه قال: “ثمَّ عرجَ بي حتَّى جاءَ سدرةَ المنتَهى فدنا إلى ربِّهِ فتدلَّى {فَكَانَ قَابَ قَوْسَينِ أَوْ أَدْنَى فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى} ففرضَ عليَّ وعلى أمَّتي خمسينَ صلاةً فرجعتُ فمررتُ على موسى فقال كم فُرِضَ عليكَ وعلى أمَّتِك قلتُ خمسينَ صلاةً قال ارجع إلى ربِّكَ أن يخفِّفَ عنكَ وعن أمَّتِكَ…….}. [5] وقد أجمع أهل العلم أن الصلوات الخمس فرضت في هذه الليلة المباركة، التي اختلفوا في زمانها ولم يحدّده الشرع والله أعلم.

شاهد أيضًا: طريقة الصلاة الصحيحة بالتفصيل

أوقات الصلاة المفروضة ليلة الإسراء والمعراج

كانت الصلاة قبل الإسراء والمعراج على شكلٍ غير الصلوات الخمس، ثمّ في معراج النبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء السابعة، فُرض الصلوات فكانت في بادئ الأمر خمسون صلاة، ثمّ خُففت حتّى صارت خمسًا بالعدد وبأجر خمسين، أمّا مواقيتها فقد علّمها الله سبحانه وتعالى لنبيّه صلى الله عليه وسلم بالوحي، والنبي علّمها للمسلمين بالأحاديث، فقد روى عبد الله بن عمرو أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “وَقْتُ الظُّهْرِ إذا زالَتِ الشَّمْسُ وكانَ ظِلُّ الرَّجُلِ كَطُولِهِ، ما لَمْ يَحْضُرِ العَصْرُ، ووَقْتُ العَصْرِ ما لَمْ تَصْفَرَّ الشَّمْسُ، ووَقْتُ صَلاةِ المَغْرِبِ ما لَمْ يَغِبِ الشَّفَقُ، ووَقْتُ صَلاةِ العِشاءِ إلى نِصْفِ اللَّيْلِ الأوْسَطِ، ووَقْتُ صَلاةِ الصُّبْحِ مِن طُلُوعِ الفَجْرِ ما لَمْ تَطْلُعِ الشَّمْسُ، فإذا طَلَعَتِ الشَّمْسُ فأمْسِكْ عَنِ الصَّلاةِ، فإنَّها تَطْلُعْ بيْنَ قَرْنَيْ شيطانٍ“. [6] والله ورسوله أعلم.[7]

كيفية أداء الصلاة المفروضة في الإسراء والمعراج

ببيان كيف كانت الصلاة قبل الإسراء والمعراج فعلى كلّ مسلم معرفتها بعدها، فالصّلاة عبادةٌ ذات أقوالٍ وأفعال، أولها تكبير وختامها التسليم، وتتمّ الصلاة بالخطوات الآتية:[8]

  • على المسلم أن يحرص على طهارته وخلّوه من الحدثين الأصغر والأكبر فيغتسل إن كان على الأكبر، ويتوضأ إن كان على الأصغر.
  • يستقبل القبلة ببدنه كلّه وينوي الصلاة بقلبه دون نطق.
  • يكبّر تكبيرة الإحرام بقول الله أكبر مع رفع يديه.
  • يضع كفّه اليمنى على ظهر يده اليسرى، ثمّ يقرأ دعاء الاستفتاح بأيّ صيغةٍ مشروعة ومأثورة، ثمّ يتعوّذ من الشيطان، ويبسمل ويقرأ سورة الفاتحة وما تيسر له معها من القرآن.
  • ثم يركع حانيًا رأسه ويسبّح الله في ركوعه، ثمّ يرفع من الركوع بقوله سمع الله لمن حمده، ثم يسجد بخشوع سجدةً أولى ويسبح الله في ركوعه بقول سبحان ربي الأعلى.
  • ثم يجلس من الركوع بين الركعتين ويدعو بينهما ثم يركع ويسبّح ويقوم للركعة الثانية.
  • وفي الركعة الثانية يفعل ما فعل في الأولى وعليه أن يحرص في سجوده على ملامسة أعضائه السبعة لموضع السجود، وبعد الركعة الثانية ويقرأ التشهد الأول وهو: “التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله”.
  • فلو كانت الصلاة رباعية أو ثلاثية أكمل ركعاتها كما فعل في السابقتين، ولو كانت الصلاة ثنائية أكمل التشهد بقوله: “اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد. أعوذ بالله من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال”.
  • ثمّ يسلم عن يمينه وعن شماله بقوله السلام عليكم ورحمة الله، وبهذا تنتهي الصلاة.

شاهد أيضًا: متى كانت ليلة الاسراء والمعراج

الحكمة من مشروعية الصلاة وفضلها

إنّ للصلاة أهمية كبيرة في الإسلام، ولمشروعيّتها حكمةٌ بالغة، وإنّ لها الكثير من الفضائل والخصائص التي نذكر منها:[9]

  • إنّ الصلاة أهمّ أركان الإسلام بعد الشهادتين.
  • الصلاة أمرٌ من أوامر الله سبحانه وتعالى التي يجب على المسلم الحفاظ عليها في كلّ الأحوال.
  • الصلاة وصيّة النبي صلى الله عليه وسلم لأمّته.
  • الصلاة عمود الدين ورأس الإسلام ولا يقوم الدين إلا بها.
  • الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر والبغي وتغسل الخطايا وتكفّر السيئات وتحطّ الذنوب.
  • إنّ الصلاة نورٌ لصاحبها في الحياتين الدنيا والآخرة.
  • يرفع الله بالصلاة درجات العبد ومكانته.
  • وهي من أعظم أسباب دخول الجنة والنجاة من النار.
  • يغفر الله بالصلاة الذنوب وهي سبب لتكفير ما قبلها، والملائكة تصلّي على العبد ما دام في صلاته ومصلّاه.

بهذا نختتم مقال كيف كانت الصلاة قبل الإسراء والمعراج، والذي سلط الضوء على مكانة الصلاة في الإسلام، وذكر متى فرضت وكيف كانت فرضيّتها، وعرّف بأوقات الصلاة وكيفيّتها بالتفصيل، وختم ببيان الحكمة من مشروعية الصلاة وفضائلها.

المراجع

  1. ^سورة العنكبوت , الآية 45
  2. ^alukah.net , الصلاة ومكانتها في الإسلام , 28/02/2022
  3. ^صحيح البخاري , البخاري/ عائشة أمّ المؤمنين/ 3935/صحيح
  4. ^islamqa.info , متى فرضت الصلاة ؟ وكيف كان المسلمون يصلون قبل فرض الخمس ؟ , 28/02/2022
  5. ^التوحيد , ابن خزيمة/ أنس بن مالك/ 530/2/ أشار في المقدمة أنّه صح وثبت بالإسناد الثابت الصحيح
  6. ^صحيح مسلم , مسلم/ عبد الله بن عمرو/ 612/صحيح
  7. ^islamqa.info , ما هي مواقيت الصلوات الخمس؟ , 28/02/2022
  8. ^saaid.net , فقط ( 28 ) خطوة لكيفية الصلاة الصحيحة , 28/02/2022
  9. ^alukah.net , فضل الصلاة في الإسلام , 28/02/2022

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى