مقالات

10 معلومات عن رحلة الإسراء والمعراج

جدول المحتويات

10 معلومات عن رحلة الإسراء والمعراج التي تعد من أعظم الليالي التي حدثت فيها معجزة كبيرة، لا تصدر إلا عن رب مقتدر وقادر على كل شيء، كما أنها صادرة عن رب حليم وَرؤوف بعباده ونبيه الكريم عليه الصلاة والسلام، وفي مقالنا اليوم عبر موقع سوف نتعرف على قصة الإسراء والمعراج وأهم المعلومات الهامة عن هذه الرحلة الأرضية والسماوية التي جرت بإذن الله وأمر منه، وما هي أسبابها وإسنادها في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.

قصة الإسراء والمعراج مختصرة

في بداية الدعوية الإسلامية، مر على النبي عام من الأعوام الكئيبة التي كدرت حالَه، حتى سمي هذا العام بعام الأحزان لشدة ما مر به النبي من أحزان وأسى فيه، وبعد أن نظر نبي الله إلى السماء، ودعا ربه بقلب متأسي بدعاءٍ هز السماء، وما كان من الله الرؤوف الرحيم إلا أن استجاب لدعاء رسوله، فأنر جبريل عليه السلام بأن يأخذه في رحلة تذهب عنه الهم والأسى، وتكون هذه الرحلة عبرة للمؤمنين أو المشككين في قدرة الله، فنزل جبريل عليه السلام إلى الأرض بقرب الكعبة المشرفة حيث كان النبي مستلقياً في حزنه، وبعد أن هيأه للرحلة وملأ قلبه بالحكمة، سرى به من موضعه في البيت الحرام إلى المسجد الأقصى، حيث التقى بالأنبياء الذين كانوا بانتظاره فَأم بهم بالصلاة، ومن ثم أمر الله جبريل أن يعرج به إلى السماء، فعبر السماوات السبع ووصل إلى سدرة المنتهى، ودخل النبي في ملكوت ربه، ولكنه لم يره بل تحدث معه، وَأمره بفرض الصلوات، ثم عاد النبي إلى الأرض، ومع قافلة مارة بالجوار، عاد إلى قومه ليتابع هدايتهم بعد أن فُرِجَ كربه وزاد قلبه بالإيمان.[1]

شاهد أيضًا: بحث عن الإسراء والمعراج جاهز للطباعة

10 معلومات عن الإسراء والمعراج

إن رحلة الإسراء والمعراج هي معجزة إلهية مليئة بالحكم والعبر والمعاني العميقة، ولذلك هناك الكثير من الحقائق حولها، وخاصة أنها كانت حاضرة عند النبي وكانت المعجزة التي رآها وحده دون غيره من الخلائق، وفيما يلي سوف نتناول أهم هذه الحقائق لها:[1]

  • رحلة الإسراء: سميت بهذا الاسم عندما أسرى جبريل عليه السلام، بالنبي عليه الصلاة والسلام، بأمر من الله، من بيت الله الحرام في مكة المكرمة، إلى المسجد الأقصى في القدس الشريف.
  • رحلة المعراج: سميت بهذا الاسم عندما عرج جبريل عليه السلام، بالنبي عليه الصلاة والسلام، بأمر من الله، من المسجد الأقصى إلى السماوات السبع، ومنها وصل إلى ملكوت ربه وعاد.
  • موعد الإسراء والمعراج: هناك خلاف في مجمع العلماء على ذلك، فالبعض قال أنها قبل الهجرة بثلاث سنوات، والبعض قال أنها قبل خمس سنوات، وآخرين قالوا أنها قبل شهر واحد فقط.
  • تاريخ الإسراء والمعراج: هناك خلاف أيضاً على تاريخ الرحلة، ولكن ما اتفقت عليه أغلب السير أنها حدثت بتاريخ 27 رجب من العام الثاني عشر للبعثة.
  • عظمة السماء وعالم الغيب: فقبل بدأ الرحلة إلى السماء، غسل الملائكة قلب سيدنا محمد، بعد أن شقَّ صدره ومُلِأَ قلبه بالحكمة والإيمان وذلك لتهيئته لما سيشاهده في السماء من عظمة ملكوت ربه وتدبيره في كل زمان ومكان، كما اطلع النبي الكريم عليه الصلاة والسلام، على جزء من عالم الغيب الذي لا يعلمه إلا الله وحده دون سواه، فالحمد لله على نعمة الإيمان به والتسليم لأمره.
  • الإعجاز الكبير: ليلة الإسراء والمعراج فيها من الإعجاز الشي الكثير، إذ أن الرحلة بمجملها استغرقت جزء من الليل في مقاييس البشر، وهذا أمر مستحيل الحدوث إلا بقدرة إلهية عظيمة.
  • حقيقة مثبتة بالقرآن: كانت رحلة الإسراء والمعراج قائمة بجسد النبي، وليس فقط بذهنه كما ادعى المنافقين، وهذا ما أكده القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، وكونها كانت على دابة البراق، فهذا دليل أن جسد النبي انتقل من مكان إلى آخر بالفعل.
  • أُولى فرُوض العِبادة: في هذه الرحلة، فرض الله على عباده الصلاة كما أمر بها النبي الكريم، والصلاة هي عهد النبي وميثاقه على المؤمنين، ومن تركها فهو كافر.
  • رحمة الله بعباده: في هذه الرحلة، ظهرت رحمه الله في موقفين كبيرين، أولهما رحمته بنبيه الذي لاقى الأذى والأسى في هذا العام، وثانيهما رحمته بعباده إذ قبل أن يخفض الصلوات من خمسين إلى خمسة في كل يوم.
  • حقيقة الجنة والنار وقيام الساعة: وهي حقيقة لا ريب فيها، وهذه الرحلة عززت إيمان النبي بهم، بعد أن رأى أهل الجنة وهم ينعمون فيها، ورأى أهل النار وهم يعذبون بها، وزاد يقينه بأن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يمهل ولا يهمل. 

اقرأ أيضًا: فضل ليلة الإسراء والمعراج

أسباب الإسراء والمعراج

كانت الرحلة بذاتها قائمة على رحمة الله بنبيه، وشحذه بالهمة بعد أن لاقى أصناف العذاب مع المؤمنين به من مشركي قبيلته، وترفيهاً عنه من الأسى الذي لاقاه في ذلك العام الذي سمي بعام الحزن، إذ في ذات العام توفي عمه أبو طالب وهو سنده وحاميه، وزوجته خديجة رضي الله عنها، وهي مصدر قوته وعزائه، وفي ذات العام أيضاً، فشلت مساعيه في هداية أهل الطائف، إذ قابلوه بالاضطهاد الوحشي والدموي، حيث قابلوه بالسخرية منه، وأرسلوا إليه أطفالهم ترميه بالحجارة حتى تدمَّت قدماه فترك مدينة الطائف، وعاد إلى جوار بيت الله الحرام في مكة المكرمة، وهناك لاقاه جبريل حيث سرى وعرج به إلى السماء.[1]

الإسراء والمعراج في القرآن الكريم

لقد قص الله علينا في كتابه العزيز، قصص الأنبياء والأولياء والمعجزات التي كانت مليئة بالعبر والحكم والدالة على قدرة الله عز وجل، وكان لقصة الإسراء والمعراج نصيبها في القرآن الكريم، إذ وصف القرآن الليلة بقوله تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ المَسْجِدِ الحَرَامِ إِلَى المَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ}[2]، وقد استفاض القرآن بشرحها في الآيات الأولى من سورة النجم، عندما تكلم عن مكر أهل قريش بالنبي كريم وكيف كذبوه، فأنزل عليهم الآية القرآنية ليصف لهم ما خفي عنهم في السماء وكذبوا به نبيهم، فقال جل وعلا: {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (2) وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (5) ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى (6) وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى (7) ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى (8) فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى (9) فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى (10) مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى (11) أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى (12) وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13) عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى (14) عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى (15) إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى (16) مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى (17) لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى (18)}[3].[4]

الإسراء والمعراج في الحديث الشريف

لقد حدثت قصة الإسراء والمعراج بعيداً عن أنظار الناس، بالرغم من أن نصفها الأول حدث على الأرض، بينما نصفها الثاني حدث في السماوات العلا، وقد كان القرآن الكريم والسنة النبوية هما مصدر توثيق هذه المعجزة العظيمة، وقد حدث نبي الله أصحابه والمؤمنين والمشركين أيضاً عن هذه الرحلة، فوصف رسول الله في بداية رحلته عندما أتاه جبريل عليه السلام، وأخذه على البراق وأسرى به إلى المسجد الأقصى، إذ قال: “أُتِيتُ بالبُراقِ، وهو دابَّةٌ أبْيَضُ طَوِيلٌ فَوْقَ الحِمارِ، ودُونَ البَغْلِ، يَضَعُ حافِرَهُ عِنْدَ مُنْتَهَى طَرْفِهِ، قالَ: فَرَكِبْتُهُ حتَّى أتَيْتُ بَيْتَ المَقْدِسِ”[5]، كما وصف النبي صلى الله عليه وسلم بعض مراحل رحلته في الجنة والنار، إذ قال: “لما عُرِجَ بي مررتُ بقومٍ لهم أظفارٌ من نُحاسٍ يخْمِشون وجوهَهم وصدورَهم، فقلتُ: من هؤلاء يا جبريلُ؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحومِ الناسِ، ويقعون في أعراضِهم”[6]، وقد صدق رسول الله في ما قال ورأى وهو خير الصادقين.[4]

شاهد أيضًا: موضوع تعبير عن ليلة الاسراء والمعراج بالعناصر

ما هي الدروس المستفادة من الإسراء والمعراج

سبحان الله الذي أتم علينا نعمه وأدركنا بمعجزاته لنهتدي إليه، فقد أكرمنا الله بالعقل الذي استَدلينا به عليه، وقدم لنا الله من وحيه وقدراته الكثير من الدلائل على عظمته، إضافة إلى كل ما يمكننا تعلمه في هذه الحياة، فكل ما قام الله به إنما هو لحكمة وموعظة ودرس لبني البشر الذين خلقهم، وقصة الإسراء والمعراج كانت زاخرة بهذه الدروس، ومن أهمها:[4]

  • لمعرفة الناس مدى رحمة الله بعباده، وكم هو حليمٌ بهم، من حيث رأفته بِعبده ونبيه محمد عليه الصلاة والسلام.
  • معرفة من كان صادقاً بإيْمانه بنبوة محمد عليه الصلاة والسلام، ومن كان منافقاً يدعي الإيمان لأغراض دنيئة.
  • تظهر هذه القصة مدى إيمانه العميق، من حيث أنه تحلى بالشجاعة وصارح قومه بهذه القصة وهو يعلم أنهم لن يصدقوه وسيعذبونه.
  • كانت هذه الرحلة بداية أحداث هامة في التاريخ الإسلامي، إذ بعدها بقليل هاجر النبي الكريم إلى يثرب.
  • في هذه الرحلة نزل أول فرض على عباد الله وهو الصلاة، والتي هي عماد الدين والميثاق الذي أخذه النبي على المؤمنين.
  • في هذه الرحلة أيقن المؤمنون مدى رحمة الله بعباده، إذ قَبل وساطة سيدنا محمد وخفف الصلوات المفروضة من خمسين صلاة إلى خمسة فقط.

اقرأ أيضًا: كيفية إحياء ليلة الإسراء والمعراج

وبهذا القدر نصل إلى نهاية مقالنا الذي كان بعنوان 10 معلومات عن رحلة الإسراء والمعراج، والذي تعرفنا من خلاله على قصة الإسراء والمعراج وأهم المعلومات الهامة عن هذه الرحلة الأرضية والسماوية التي جرت بإذن الله وأمر منه، وما هي أسبابها وإسنادها في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، وما هي الدروس المستفادة من هذه المعجزة الإلهية.

المراجع

  1. ^AlIsra’ walMi’raj: The Story of the Miraculous Night Journey , muslimhands.org.uk , 27/02/2022
  2. ^سورة الإسراء , الآية 1 , 27/02/2022
  3. ^سورة النجم , الآيات من 1 إلى 18 , 27/02/2022
  4. ^masjidbellmore.com , Al Isra Wa Al Miraj  , 27/02/2022
  5. ^صحيح مسلم , أنس بن مالك، مسلم، 162، صحيح , 27/02/2022
  6. ^صحيح أبي داود , أنس بن مالك، الألباني، 4878، صحيح , 27/02/2022

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى