مقالات

من القائل ان الله مبتليكم بنهر

جدول المحتويات

من القائل ان الله مبتليكم بنهر، جاءت هذه الآية في سورة البقرة، وقد ذكر الله سبحانه وتعالى في هذه السورة قصصًا عن بني إسرائيل مع أنبيائهم، وسيتحدث موقع في هذا المقال عن قائل عبارة ان الله مبتليكم بنهر التي ورد ذكرها في القرآن الكريم، إضافة إلى تفسير الآية الكريمة التي وردت فيها.

من القائل ان الله مبتليكم بنهر

إن القائل لجملة ان الله مبتليكم بنهر هو طالوت، ويتضح ذلك في الآية الكريمة {فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ}[1]، وفي هذه الآية يخبر طالوت بني إسرائيل عن نهر ماء من شرب منه فهو من العاصين بسبب عدم صبره وثباته وطاعته لأمر طالوت، أما من لم يشرب منه فهو من أتباع طالوت، وقد أجاز لهم أن يغترفوا غرفة صغيرة تروي ظمأهم، وكان هذا الأمر ابتلاء من الله سبحانه وتعالى لهم ليميز الثابت من غيره، وقد عصى معظمهم أمر طالوت وشربوا من النهر.[2]

شاهد أيضًا: من هو اخر انبياء بني اسرائيل

تفسير آية ان الله مبتليكم بنهر

طلب بني إسرائيل من نبي لهم أن يعين عليهم ملكًا، فأرسل الله سبحانه وتعالى طالوت ملكًا عليهم، وكان عددهم كبير جدًّا، فخرجوا لقتال أعدائهم الذين أخرجوهم من منازلهم وسبوا نساءهم وآذوهم، وأثناء خروجهم ابتلاهم الله سبحانه وتعالى بالنهر، فلم يثبت إلا عدد قليل منهم، أما أكثرهم فقد شربوا من النهر وعصوا أمر الله عز وجل، فكان عدم صبرهم عن شرب الماء لفترة قصيرة دليل قاطع على عدم قدرتهم على الصبر في القتال ومواجهة عدوهم فرجعوا خاسرين، أما الذين ثبتوا مع طالوت فزادهم الله قوة وثباتًا في وجه أعدائهم وهم جالوت وجنوده، ونصرهم الله عليهم لتوكلهم على الله وأخذهم بالأسباب.[2]

ما هو نهر الابتلاء

ابتلى الله سبحانه وتعالى بني إسرائيل بنهر لا يشربوا منه وهذا النهر هو نهر فلسطين، وقد ابتلاهم الله سبحانه وتعالى به حتى يعرف المخلص منهم والذي ينوي الجهاد حقًّا من الذي ينافق ويتردد ولا ينوي القتال مع الملك طالوت،[3] ويُقال أنَّ هذا النهر يقع بين الأردن وفلسطين، وهو نهر ذو ماء عذب وطيب.[4]

معنى اغترف غرفة بيده

عندما أمر الله سبحانه وتعالى بني إسرائيل أن لا يشربوا من النهر أجاز لهم أن يغترفوا غرفة بأيديهم، والغرفة تعني الشرب مرة واحدة دون الإكثار والتكرار، فقال لهم طالوت من يكثر من الشرب من ماء النهر فقد عصى أمر الله تعالى، وأما من أخذ رشفة أو غرفة بيده مرة واحدة واقنع بها فقد أطاع الله، إلا أن بني إسرائيل هجموا على النهر لما أصابهم من العطش الشديد وشربوا منه حتى ارتووا، إلا قليل منهم الذين اكتفوا بغرفة قليلة من الماء وأولئك هم الذين استطاعوا عبور النهر وملاقاة العدو وقتاله.[3]

إلى هنا ينتهي مقال من القائل ان الله مبتليكم بنهر، والذي بيَّنا فيه قائل عبارة ان الله مبتليكم بنهر وتفسير الآية الكريمة، ومن هذا المقال نرى أن الذي يتوكل على الله يلقى النصر، والذي يتوكل على نفسه ويركن إليها يورث الفشل والتقاعس والخذلان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى