كيف اكون قريبه من الله

كيف اكون قريبه من الله ، القرب من الله عز وجل لذة لا يعلمها إلاّ العابدين الحاقدين الله والمقيمين لحدوده وشعائره، فما أجمل أنّ يعيش المسلم في معية الله سبحانه وتعالى فهي غاية نبيلة يسعى لها العباد الصالحين، وهناك العديد من الأمل الصالحة التي تجعلنا دائمًا بالقرب من الله عز وجل.  

كيف اكون قريبه من الله

سٌبل القرب من الله عز وجل متعددة إذا تمكن كل مسلم ومسلمة من اتباعها حقق بذلك القرب من الله عز وجل ونال الثواب في الدنيا والآخرة، وقد جاء الإسلام بجميع الأعمال التي تستطيع بها العبد التقرب إلى الله عز وجل، ويتحقق القرب من الله بالالتزام بالقرآن الكريم وتطبق سنة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم والامتثال لأوامر الله واجتناب نواهيه.

وقد أشار رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلى ذلك بقوله: (احفَظِ اللهَ يحفَظْك، احفَظِ اللهَ تجِدْه تُجاهَك ، إذا سألتَ فاسألِ اللهَ، وإذا استعنْتَ فاستعِنْ باللهِ ، واعلمْ أنَّ الأمةَ لو اجتمعتْ على أن ينفعوك بشيءٍ، لم ينفعوك إلا بشيءٍ قد كتبه اللهُ لك ، وإنِ اجتمعوا على أن يضُرُّوك بشيءٍ لم يضُروك إلا بشيءٍ قد كتبه اللهُ عليك)[1]، باتباع أوامر الله عز وجل وسنة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وتجنب نواهيه ينال كل مسلم ومسلمة رعاية الله وحفظه.

الأعمال الصالحة التي تقرب من الله

ويقرب العبد من ربعه بالأعمال الصالحة يحصل كل ما يرجوه في حياته ويبارك له في عقله وماله وأهله، ومن الأعمال التي تقربني من الله عز وجل ما يلي: 

• الإخلاص في العبادة: يجب أنّ يكون مٌبتغى من العبادة هو القرب من الله، فقد قال:{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}.[2]
• أداء الفرائض: كل مسلم ومسلمة يٌريد أنّ يكون في معيّنٍ الله وحفظه أنّ يؤدي جميع الفرائض التي كتبها الله عز وجل عليه، وأهمها الصلاة بخشوع تام باستحضار القلب والعقل معًا على أنّ يشعر العبد بقربه من الله، ولا بدّ أنَّ يكون العبد في أفضل صورة وأنّ يكون على طهارة ويرتدي أفضل الثياب لأنَه سيكون في لقاء عظيم مع الله عز وجل. 
• أداء النوافل: إنّ في أداء النوافل أجر عظيم يضاف الله الثواب بأداء النوافل وعلى من يريد القرب من الله الحفاظ على أدائها وأفضلها العمل الصالح ومساعدة المحتاجين، وقيام الليل فقد كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم خير قدوة في ذلك؛ فقد روت عائشة رضي الله عنها أنّ: (نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ يَقُومُ مِنَ اللَّيْلِ حتَّى تَتَفَطَّرَ قَدَمَاهُ، فَقالَتْ عَائِشَةُ: لِمَ تَصْنَعُ هذا يا رَسولَ اللَّهِ، وقدْ غَفَرَ اللَّهُ لكَ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِكَ وما تَأَخَّرَ؟ قالَ: أفلا أُحِبُّ أنْ أكُونَ عَبْدًا شَكُورًا).[3]
• الصحبة الصالحة: الصحبة الصالحة تقربنا من الله لأنّ الأصدقاء الصالحين خير معين على الطاعة والمداومة على أدائها، إذ قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (المرءُ على دينِ خليلِهِ ، فلينظُر أحدُكُم مَن يخالِلُ).[4]

شاهد أيضًا: الإيمان بأسماء الله وصفاته كما جاءت في الكتاب والسنة هو تعريف

آثار القرب من الله على الفرد

يلتمس كل مسلم ومسلمة بالقرب من الله الخير والبركة في حياته، كما يحقق كل ما يرجوه ومن آثار العيش تحت رعاية الله وحفظه على الفرد والمجتمع ما يلي

لقد ورد في النصوص الشرعية ثواب وجزاء قرب العبد من ربه ومن ذلك قوله تعالى: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ * فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ}،[5] كما وقال تعالى: {وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُولَـئِكَ الْمُقَرَّبُونَ * فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ * ثُلَّةٌ مِّنَ الْأَوَّلِينَ * وَقَلِيلٌ مِّنَ الْآخِرِينَ}[6]، وقد أوضح ابن القيّم إلى أنّ معيّة الله تعالى لعبده نوعان وهما كما يلي: 

• المعيّة العامّة: هي أنّ يشمل الله بعلمه جميع خلقه فهو العليم بما يٌخفون وما يٌعلنون، ومن الآيات القرآنية التي تٌشير إلى معيّة الله قوله تعالى: {وَلَا أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا}[7]، ومن يؤمن بهذه المعيّة يدرك بها عظمتها في النفس، تزيد من الرغبة والقدرة على القيام بكافة العبادات والطاعات وتباعد بيننا وبين المعاصي. 
• المعيّة الخاصّة: التي يختص بها الله عز وجل بعلمها الأنبياء والأولياء الصالحين، ومن الأدلة الشرعية عليها قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّـهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} [8]، ومنً يصل للإيمان بهذه المعيّة، تمتلكه مشاعر الرضا والطمأنينة، وقد ظهر هذا الأمر جليّاً في موقف نبي الله موسى عليه السلام عندما حاصره فرعون وجنوده؛ قال تعالى على لسانه: {قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ}[9]
• ، كما تسيطر عليه مشاعر الأنس بالله عز وجل ولا يحتاج إلى أي شخص بجانبه فقد ملأ قلبه وحبه بالله ووجوده في معيّة اللهم لا يشعره بالوحشة بل يمده بالقوة التي لا يغلبه ولا يقهره أحد. 

آثار القرب من الله على المجتمع

يتميز المجتمع الذي نشأ أفراده على حب الطاعة والقرب من الله بالترابط والتماسك، ويشمل الله برعايته ونصره، وقد أوضح لنا الله عز وجل ذلك في قوله تعالى: (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ)[10]، يأمرنا الله عز وجل أنّ نتنافس في العطاء، وأنّ نحقق كل الخير لمجتمعاتنا بالترابط والجهد والقرب من الله عز وجل.

عوائق القرب من الله 

هناك بعض الأمور التي تمنع العبد أنّ يكون في معيّة الله وحفظه، وهذه الأمر كالتالي: 

• الشهوة: من الأمور التي تٌبعد العبد عن القرب من الله وتدفعه لارتكاب المعاصي، ولكن الله دائمًا ما يكون في عون العبد الذي يترك هذه الأعمال ويحاول العودة إلى الله بالعمل الصالح قال تعالى: {قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ}[11]، ولكن لا يعني أنّ يترك العبد شهوته التي شرعها الله له. 
• سوء الظن بالله: البعض يعتقد أنّ التمتع بالحياة ضد القرب من الله عز وجل وهذا الأمر يٌعدّ من سوء الظن بالله، فالله خلق الإنسان وسخر له كل شيء من حوله لسعادته، والسعادة الأكبر هي في معيّة الله التي لا يعرفها لذتها إلاّ من عاشها، فعلينا أنّ نستمتع بالحياة مع التقرب إلى الله بالأعمال الصالحة. 
• الشيطان: هو عدو الإنسان الذي يسعى للتقرب من الله ويحاول بشتى الطرق إبعاده عن الطاعة، ويوجد نوعين من الشياطين وهو شيطان الإنس الذي يتمثل في كل إنسان يحاول أنّ يدفعك للمعصية، وكذلك شياطين الجن الذي يوسوس للإنسان ليبعده عن الطاعة ويزين له المعصية والشهوات.

شاهد أيضًا: عبارات عن التفكر في خلق الله .. كلام جميل عن التفكر في خلق الله

وفي ختام موضوعنا نكون قد أوضحنا كل الطوق التي تجعلني كيف اكون قريبه من الله ، فما أجمل لذة القرب من الله، وما أجمل أنّ يعيش المسلم والمسلمة في معيّة الله وحفظه، وأنّ يحقق كل أمانيه بالأعمال الصالحة ويحصل على خير الدنيا والجزاء العظيم في الآخرة.