تريندات

الاعتراف بنعم الله والثناء عليه بها والاستعانه بها على طاعته

جدول ال

الاعتراف بنعم الله والثناء عليه بها والاستعانه بها على طاعته من أعظم العبادات، فالله تعالى أنعم علينا بالكثير من النعم التي تستحق أن نشكره دائمًا عليها، وعلينا أن نعلم أن الله وحده هو المنعم من دون العباد، وعلى الانسان أن يحيي الرجاء والخشية من الله سبحانه وتعالى في قلبه، وأن يُثَبِّت فكرة أن الآجال والأرزاق جميعها بيد رب العباد، فالخلق كلهم لا يملكون للانسان نفعًا ولا ضرًّا، فمن بين أسماء الله الحسنى أنه هو المحيي المميت، وهو الرزاق، والنافع والضار. [1]

الاعتراف بنعم الله والثناء عليه بها والاستعانه بها على طاعته

يجب على كل انسان الاعتراف بنعم الله عليه وأن يتوجه له بالشكر على هذه النعم العظيمة، والشكر هو؛ مجازاة الإحسان، والثناء الحسن على من يقدم الخير، وأعظم من يستحق الثناء على العباد هو الله سبحانه وتعالى؛ لأنه هو الذي من علينا بعظيم النعَم وعلى جميع عباده في ديننا ومعاشنا، وقد أمرنا الله تعالى أن نشكره على هذه النعم، [2]وعدم جحدها ، فقد قال جلّ في علاه: “فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ”. [3]ومن قام بهذا الأمر، فشكر الله نعمه ومننع الكثيرة، استحق بذلك وصف ” الشاكر ” و ” الشكور “، وأعظم من قام بذلك هم الأنبياء والمرسلون عليهم السلام. قال جلّ جلاله : ” إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ . شَاكِراً لَأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ “[4] ، وقد ذكر الله سبحانه وتعالى بعض نعمه على عباده، وأمرهم بشكر هذه النعم، وأخبرنا سبحانه أن القليل من عباده قاموا بشكره عز وجل.[2]

معنى شكر الله تعالى على نعمه

الشكر لغة: هو مصدر الفعل: شكر، ومضارعه: يشكر، ويعني؛ عرفان الإحسان ونشره. ومعنى الشكر من الله؛ هو المجازاة والثناء الجميل. وكلمة الشكور تعني كثير الشكر، وجمعها شُكُر، وهو صيغة المبالغة. وأما كلمة الشكور من صفات الله سبحانه وتعالى فتعني أنه يزكو عنده القليل من أعمال عباده فيضاعف لهم الجزاء، ويكون شكره لعباده بمغفرته لهم، والقول: “شكر الله سعيه” معناه أثابه الله على ذلك. [1]

والشكر اصطلاحا معناه: ظهور أثر نعمة الله علي لسان عباده بالقول والعمل، وقيل معناه: الاعتراف بنعمة المنعم على وجه الخضوع. وقال ابن القيم: “الشكر ظهور أثر نعمة الله على لسان عبده: ثناء واعترافا، وعلى قلبه شهودا ومحبة، وعلى جوارحه انقيادا وطاعة. “، وعرف الشكر آخرون بأنه: الثناء على المنعم بما منحه من معروف. [1]

أركان شكر الله على النعم

لشكر الله سبحانه وتعالى أركان عدة أذكرها فيما يأتي: [1]

الاعتراف بالنعمة

ومعناه الإقرار والاعتراف والجزم بأن الذي أعطاك جميع النعم هو الله تعالى؛ والعبد ما هو إلا وسيلة للحصول عليها فقط؛ فلا يجوز أن تنسب النعمة للعباد؛ وهذا فعل الجهال الذين في عقيدتهم خلل وضلال؛ لأنهم ينسبون هده النعم لغير خالقها؛ [1]وعَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ أن رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ” قالَ: أصْبَحَ مِن عِبَادِي مُؤْمِنٌ بي وكَافِرٌ، فأمَّا مَن قالَ: مُطِرْنَا بفَضْلِ اللَّهِ ورَحْمَتِهِ، فَذلكَ مُؤْمِنٌ بي كَافِرٌ بالكَوْكَبِ، وأَمَّا مَن قالَ: بنَوْءِ كَذَا وكَذَا، فَذلكَ كَافِرٌ بي مُؤْمِنٌ بالكَوْكَبِ. ” [5]

التحدث عنها والثناء على المنعم

التحدث عن عظيم نعم الله تعالى التي حباك بها، وما أسداه لك من معروف؛ ولهذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم يحيي ليله كله في شكر الله عز وجل والثناء عليه.[1] فعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: ” فَقدتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ ذاتَ ليلةٍ فلَمستُ المسجدَ فإذا هوَ ساجدٌ وقدَماهُ منصوبتانِ وَهوَ يقولُ أعوذُ برِضاكَ من سَخطِكَ وأعوذُ بمعافاتِكَ من عقوبَتِكَ وأعوذُ بِكَ منْكَ لا أحصي ثناءً عليْكَ أنتَ كما أثنيتَ على نفسِك.” [6]

تسخير النعمة في طاعة الله وهو المنعم بها

قال الله تعالى: “اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا” [7]. ومعنى هذه الآية: “يا آل داود اعملوا شكرًا لله على ما منحكم إياه، من خلال طاعته وامتثال أوامره”. فالله سبحانه وتعالى أمر آل داوود بالعمل، فهناك فرقاً بين الشكر بالقول والشكر بالعمل، فشكر القول يكون باللسان ويسمي حمدًا، أما شكر العمل يسمي شكرًا، لهذا السبب قال: اعملوا، وما قال: قولوا شكراً، فالشاكرين بالعمل قلة.[1]

كيفية شكر الله على نعمه

ذكرنا أن الله سبحانه وتعالى أنعم علينا بالكثير من النعم التي لا تحصى، وينبغي علينا أن نشكر الله على هذه النعم، ويكون شكره جلّ في علاه عليها كما يأتي:[1]

  • إن أكرمك الله بمالٍ ابتعد عن انفاقه في الحرام وأنفقه في طرقه المشروعة، وأد زكاة أموالك.
  • إن أنعم عليك بتلفازٍ مثلًا فلا تستعمله في الحرام، ومثلها شبكة الانترنت عليك أن تستخدمها في الدعوة إلى الله، فشكر هذه النعم يكون عن طريق استخدامها في طاعة الله، وكفرها يكون باستعمالها في الفساد والإفساد
  • إن رزقك الله علمًا اشكره بالإنفاق منه عن طريق تعليم غيرك، وفقه فيه أهلك وجيرانك.
  • إن رزقك الله جاهًا، فاشكره بأن تستخدم هذا الجاه في تيسير الحاجات للآخرين، وقضاء مصالحهم.
  • إن رزقك الله الذرية الصالحة، فإن شكرك على هذه النعمة يكون بأن تغرس في قلبهم عقيدة التوحيد من الصغر، وأن تنشئهم على طاعة الله عزَّ وجلَّ وأن تحصنهم من الشيطان الرجيم.
  • اشكر الله عزَّ وجلَّ على ما أنعم به عليك من جوارح، مثل اليدين والرجلين والعينين والأذنين وجميع جوارحك؛ من خلال أن تستخدمها في طاعة الله تعالى.فأما الشكر على نعمة الأذنين فيكون بأنك إن سمعت خيرًا وعيته، وإن سمعت شرًّا أخفيته، والشكر على اليدين يكون بأن لا تأخذ بهما ما ليس لك، ولا تمنع حقًّا لله سبحانه وتعالى، وأما شكر البطن يكون بأن يكون في أسفله طعامًا، وفي أعلاه علمًا، وشكر الفرج  يكون بتحصينه، ونحو ذلك من الشكر على باقي الأعضاء في عدم استخدامها بما يغضب الله تعالى.

ذكرنا فيما سبق أنه يتوجب على كل مؤمن الاعتراف بنعم الله والثناء عليه بها والاستعانه بها على طاعته ، ويكون شكرنا لله تعالى على نعمه بالقول ويسمى ذلك حمدًا أو بالعمل ويسمى شكرًا.

المصدر: السعادة فور

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى