مقالات

هل يجوز الجمع بين طواف الافاضة والوداع

جدول المحتويات

هل يجوز الجمع بين طواف الافاضة والوداع، فالطواف هو جزء من أركان ومناسك الحج، ولهذا الركن عدة أحكام منها ما تجعل منه واجباً لا يتم الحج بدونه، ومنها ما هو ليس بواجب على الحاج أو المعتمر، وهذا الاختلاف في الركنية والواجب ينطوي على نوع الطواف، وهي كثيرة ومنها طواف الإفاضة وطواف الوداع وغير ذلك، وهناك أيضاً أحكام تتعلق بجمع هذين الطوافين مع بعضهما، وفي مقالنا اليوم عبر موقع سوف نتعرف على حكم الجمع بينهما وما يتعلق بذلك.

الفرق بين طواف الإفاضة والوداع

الفرق بين طواف الإفاضة والوداع يكمن في التوقيت والركنية، فالطواف من حيث المعنى الفقهي لا يختلف عن بعضه من حيث إنه يفضي إلى الطواف حول الكعبة في أشواطها السبعة المحددة، ولكن يختلف من حيث النوع، ويكمن اختلاف هذين الطوافين في الآتي:[1]

  • طواف الإفاضة: وهو الطواف الذي يقوم به الحاج بعد أن يفيض من منى إلى مكة يوم العاشر من ذي الحجة، أي يوم النحر.
  • طواف الوداع: وهو الطواف الذي يكون في آخر الحج، ويقوم به الحاج قبل أن يسافر إلى بلده، أي أن الحاج أو المعتمر يؤدي طواف الوداع، ويغادر مكة بعدها مباشرة ليكون آخر عهده بالبيت.

شاهد أيضًا: هل يجوز تأخير طواف الافاضة مع الوداع

هل يجوز الجمع بين طواف الافاضة والوداع

يجوز الجمع بين طواف الإفاضة والوداع على الغالب في قول العلماء، بالرغم من وجود خلاف حول المسألة إنما الراجح أنه يجوز، فإن قام الحاج أو المعتمر بتأخير طواف الإفاضة إلى ما قبل سفره، بعد أن رمى الجمرات وقام بكل المناسك والأركان الواجبات، فلا حرج عليه أن يطوف ويذهب إلى بلده، فطواف الإفاضة يجزئ عن طواف الوداع، وعلى خلاف ذلك، فقد ذهب من قال بعدم الجواز في تعليل فتواهم أن كلاً من طواف الإفاضة وطواف الوداع مقصود لذاته فلا يجوز تأديتهما بطواف واحد، والله أعلم.[1][2]

هل يجوز الجمع بين طواف الافاضة والوداع ابن باز

يجوز الجمع بين طواف الافاضة والوداع في قول ابن باز رحمه الله تعالى، وقد جاء في نص فتواه عن هذه المسألة ما يلي:[1]

لا حرج في ذلك، لو أن إنسانًا أخر طواف الإفاضة، فلما عزم على السفر طاف عند سفره بعدما رمى الجمار وانتهى من كل شيء، فإن طواف الإفاضة يجزئه عن طواف الوداع، وإن طافهما طواف الإفاضة وطواف الوداع فهذا خير إلى خير، ولكن متى اكتفى بواحد ونوى طواف الحج أجزأه ذلك.

شاهد أيضًا: ماذا يقال عند بداية الطواف

حكم طواف الإفاضة

طواف الإفاضة هو ركن من أركان الحج ولا يصح الحج بدونه، كما أنه لا ينوب عنه شيء، وقد استند العلماء في ذلك إلى قول الله تعالى في القرآن الكريم: {ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ}[3]، وقد فسر العلماء هذه الطواف على أنه طواف الإفاضة، حيث يقوم الحجاج في منى بالتحلل ونحر الأضاحي، ثم يفيضون منها إلى مكة ليقوموا بهذا الطواف المبارك حول البيت العتيق، أي البيت الحرام، والله أعلم.[2]

شاهد أيضًا: حكم طواف الوداع للحاج والمعتمر

متى يسقط طواف الافاضة؟

طواف الافاضة لا يسقط لأي سبب، وهذا ما ذهب إليه جمهور العلماء في فتوى ذلك لأن هذا الطواف هو ركن من الأركان ولا يصح الحج إلا به، وحتى من ترك هذا الركن سواء بقصد أو عن طريق السهو، فعليه العودة والإتيان به حتى يقبل حجه، ولو، حتى سافر إلى بلده فعليه العودة للإتيان به، وذكر أن بعض العلماء قالوا إن المرأة الحائض يسقط عنها هذا الطواف، وهذا فيه خلاف، والراجح أنه لا يسقط عنها الطواف، والله أعلم.[4]

حكم طواف الوداع

طواف الوداع هو واجب، سواء كان على الحاج أو المعتمر، وسمي طواف الظواع بهذا الاسم نسبة إلى موقعه من الحج، حيث أن الحاج يقوم بتوديع مكة كلها بعد هذا الطواف، وهذا آخر العهد بالحج، وعن دليل ذلك نذكر ما ورد في صحيح أبي داود عن الحديث الصحيح: “عنِ ابنِ عبَّاسٍ قالَ: كانَ النَّاسُ ينصرِفونَ في كلِّ وجهٍ، فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ: لا ينفِرنَّ أحدٌ حتَّى يَكونَ آخرُ عَهْدِهِ الطَّوافَ بالبيتِ”[5]، وهذا ما استند عليه؛ مما جرى في عهد النبي عليه الصلاة والسلام وهو قدوة الأمة في أداء العبادات، وعليه كان طواف الوداع واجباً على كل حاج ومعتمر.

شاهد أيضًا: أدعية الطواف والسعي في العمرة pdf

ما حكم من ترك طواف الوداع؟

من ترك طواف الوداع وجب عليه الدم، فهذا الكواف هو واجب من واجبات الحج وفق ما هو واضح في أمر النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث الشريف الذي ذكرناه سابقاً، ومن تركه فقد عصى أمره، وقال الإمام ابن باز رحمه الله تعالى في سؤاله عمن ترك هذا الطواف: “عليه التوبة إلى الله؛ لأنه ترك واجبًا، وترك الواجب معصية، الرسول ﷺ أمر بالوداع، وقال: لا ينفر أحد منكم، حتى يكون آخر عهده بالبيت فهو عاصٍ في هذا العمل، فعليه التوبة إلى الله والاستغفار، وعليه دم أيضًا يذبح في مكة للفقراء؛ لأن من ترك واجبًا؛ وجب عليه دم، يذبح للفقراء”، والله تعالى أعلم.[6]

وبهذا القدر نصل إلى نهاية مقالنا الذي كان بعنوان هل يجوز الجمع بين طواف الافاضة والوداع، والذي تعرفنا من خلاله على حكم هذه المسألة الشرعية، كما تعرفنا على معنى كل من الطوافين وحكمهم في الشرع الإسلامي وحكم من ترك أي منهما بعد أن وضحنا الفرق بينهما.

المراجع

  1. ^
    binbaz.org.sa , حكم جمع طواف الإفاضة مع طواف الوداع , 28/06/2022
  2. ^
    dorar.net , الفصل الرابع: طوافُ الإفاضةِ , 28/06/2022
  3. ^
    سورة الحج , الآية 29
  4. ^
    islamweb.net , طواف الإفاضة لا يسقط بسبب الحيض ويجب الإتيان به , 28/06/2022
  5. ^
    صحيح أبي داود , عبدالله بن عباس، الألباني، 2002، صحيح
  6. ^
    binbaz.org.sa ,  حكم ترك طواف الوداع , 28/06/2022

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى