تريندات

معلومات عن علم النفس ومجالاته

جدول ال

معلومات عن علم النفس لا شكّ بأننا جميعنا بحاجة لمعرفتها، فهي لم تعد حكراً على كلّ مهتمٍّ بالعلوم الإنسانيّة، أكانت النفسيّة منها أو الجسديّة، لما لهذه المعلومات من دورٍ بارز في تسليط الضوء على إيضاح ومعرفة مكامن النفس والرّوح والجسد بشكلها المبسّط.

تعريف علم النفس

لقد أطلق اليونانيّون مصطلح (بسيخولوجيا) على علم النفس، ووضعوا رمزاً له وهو PSI، وهذه الأحرف مأخوذة من أوّل حروف الكلمة، أي (بسي)، هذا العلم الذي ينقسم إلى مدرستين هما: المدرسة التحليليّة والتي يعود تأسيسها إلى سيغموند فرويد، والمدرسة الاشتراطيّة والتي أسّسها بافلوف. وقد وضع الدّارسون والمهتمّون من الفلاسفة على مرّ العصور تعريفات عدّة لعلم النفس وتصنيفاته، وقد تضاربت وتمايزت فيما بينها، إلّا أنّها اتّفقت في عدّة أوجه، وأبرز هذه التعريفات: [1]

  • عند الإغريق: عُرف بأنّه علم دراسة الحياة العقليّة.
  • عند علماء التحليل النفسيّ: قالوا بأنّه علم الحياة العقليّة الشعوريّة واللاشعوريّة.
  • عند السلوكيّين: هو علم دراسة السلوك.
  • في القرن السّادس عشر: عرّفوه بأنّه العلم الذي يدرس الرّوح أو العقل.
  • أمّا في العصر الحديث: فيعرّف علم النفس بأنّه دراسة أكاديميّة تطبيقيّة للسلوك والإدراك والعلوم الآلية المُستنبطة لهما.
  • إلاَّ أنّ أفضل التعريفات هو ما ارتكز على كل مارسبق، وجمع بينها، في كونه العلم الذي يجمع بين العقل والسلوك والشعور واللاّ شعور، الذي يبحث في السّلوك من حيث علاقته بالحياة العقليّة، شعوريّة كانت أم لا شعوريّة. [2]

معلومات عن علم النفس

معلومات عن علم النفس تُعتبر بمثابة المفتاح للدخول إلى دراسة هذا العلم وتحليله، وطرق التعاطي معه، ومن الضروري معرفة أهمّ المعلومات:

  • جذور المصطلح هي إنكليزيّة، وهي تجمع بين كلمتيّ الفلسفة والفزيولوجيا. [1]
  • أسّس المدرسة البنائيّة في علم النفس وليم فونت، الذي اعتمد الاستبطان في التعرّف على مشكلات الأفراد وحلّها. [1]
  • أسّس علم النفس التجريبي الألماني ويليام ماكسميليان واندت.
  • يسعى إلى فهم السّلوك البشريّ وتفسيره، وأيضاً يكوّن فكرة حول التنبّؤ بما سيكون عليه لاحقاً، ناهيك عن سبل ضبط هذا السلوك، بالإضافة إلى إمكانيات التحكّم فيه.
  • هذا وقد أصبح من المعروف أنّ الصّحة النفسيّة أو العقليّة، هي مقياس تحديد مستوى رفاهيّة الفرد النفسيّة، وبمعنى آخر أيّ الخالية تماماً من أيّ عقد أو اضطرابات، وهي تلك التي تتمتّع بمستوى سلوكي وعاطفي جيّد. [2]
  • لعلم النفس الإيجابيّ وجهة نظر أو نظرة كليّة تتعلّق بالصّحة العقليّة، والتي من الممكن لها أن تتضمّن قدرات الأفراد وإمكانياتهم في التمتّع بالحياة، أي بخلق توازنٍ بين الأنشطة الحياتيّة ومتطلّباتها، سعياً من أجل تحقيق الغاية المرجوّة منها، والتي هي المرونة النفسيّة. [2]
  • إنّ أيّ اضطرابٍ يُعاني منه الفرد إن كان في حالته الصحيّة أو في سلوكيّاته لا بدّ وأن يعرّضه لمشاكل عديدة، وأبرزها الاكتئاب والقلق والإجهاد، مما ينعكس بالتّالي في علاقته مع المجتمع والمحيط فيترجم إلى الشعور بالحزن أو فرط الحركة والإدمان، ويؤدي إلى اضطرابات في المزاج وفي النفسيّة أيضاً وإلى قصورٍ في التركيز والانتباه.
  • لأنّ المعرفة بعلم النفس تُعتبر ضرورة ملحّة للمحافظة على الصحّة النفسيّة للفرد، ومعالجة مشكلاتها سعياً لحياة أفضل، نرى أنّ الممرّضون والأطباء يركّزون لتدارك تلك الصعوبات على توجيه المريض ليتجاوز مخاوفه السلوكيّة والنفسيّة.
  • لاحظ المراقبون وجود فجوةً كبيرة بين النظريّة العلميّة وبين آلية تطبيقها، وذلك من الناحية السريريّة غير السليمة. [2]
  • أحد فروع هذا العلم  أخذت بعين الاعتبار دور علم الوراثة وتأثير علاقة الجين المرشح وبيئته على سلوك الفرد أو مرضه العقلي.
  • أُجريت فحوص عدّة واختبارات وتجارب عديدة على فئات معيّنة من الأفراد كالمتعلّمين، والصناعيّين، والغربيّين، والأغنياء…
  • طُبّقت التجارب والأبحاث والدراسات  على البشر والحيوانات أيضاً.
  • اعتُبرت معظم التجارب القديمة غير أخلاقيّة، ووضعت لها معايير حديثة بحيث لا تنتهك فيها القوانين، وهي: (قانون الأخلاقيّات لرابطة علم النفس الأمريكيّة، والقانون الكندي للبحوث المتعلّقة بالبشر، وتقرير بلمونت). [2]
  • شُكّلت لجان أخلاقيّة في أقسام علم النفس الجامعيّة، وذلك للحفاظ على سلامة المدروسين وحماية حقوقهم، التي من ضمنها موافقتهم على أيّ تجربة يخضعون لها، وأن تكون سريّة، وطوعيّة أيضاً.
  • وُضعت مبادئ أخلاقيّة لاستخدام الحيوانات في التجارب العلميّة والمخبريّة بحيث لا تؤثّر بأيّ ضررٍ جسديّ كان أو نفسيّ على الحيوان. [1]

مجالات علم النفس

عُرف بمجالَين، الفروع النظريّة، والفروع التطبيقيّة:

الفروع النظرية

  • التجريبي: وهو الذي يهتمّ بدراسة العمليّات المعرفيّة، والقُدرات، لا سيما العمليّات الإدراكيّة منها والحركيّة، من إدراك سمعيّ وبصريّ.
  •  الفيزيولوجي: الذي يكتشف أُسس السّلوك الفيزيولوجيّة، أيّ العلاقة بين السّلوك والعمليّات الفيزيولوجيّة.[3]
  • التطوّري: ويهتمّ بكلّ المتغيّرات التي تطرأ على الإنسان خلال حياته كلّها، منذ لحظة تشكّله جنيناً في رحم أمّه، حتّى مسيرة حياته كاملة.
  • الاجتماعي: وهو دراسة لكلّ ما تؤثره الجماعة في الإنسان، وتأثيره هو أيضاً في الجماعة.[3]

الفروع التطبيقية

  •  التربويّ: وهو دراسة مراحل التحصيل الدراسيّ والتعليم الأكاديميّ للفرد.
  • الصناعيّ والتنظيميّ: ويُعنى بالمجال الصناعيّ وعلاقته بالمنظّمات، وذلك من خلال حلّ جميع المُشكلات التي تعترض الفرد، والتي تقف عائقاً أمام رفع آليّة كفاءته. [3]

مناهج بحث علم النفس

وضع منهج بحث تجريبيّ خاصّ من قِبَل عالم النفس ويليام ماكسميليان، ومن ضمنه:

التأمل الباطني

ينفرد علم النفس بطريقة التأمّل الباطنيّ، وهذه الطريقة تعتمد الدراسة غير الملموسة للشخص، باعتبار أن الشعور إدراك شخصيّ لا يُدرك إلاّ من الفرد ذاته، كالفرح والسرور والحزن، وترتكز هذه الطريقة على الوصف الشخصيّ والدقيق لحالة الفرد الداخليّة، وبمعنى أدقّ عن طريق المُلاحظة الشخصيّة، إذا أنّ المُلاحِظ والمُلاحَظ هو ذاته. إلاَّ أنّ لطريقة التأمّل الباطني عيوبها، أهمّها:

  • كونها ضعيفة، إذ يستحيل على المُلاحِظ تسجيلها فور حدوثها، إنّما يتمّ استرجاعها لاحقاً، وبهذا تكون صورتها المُسترجعة أضعف من لحظة حدوثها.
  • تعمل مكان اللا شعور.
  • يصعب على الشخص أن يقوم بملاحظة نفسه وقت حدوث الظاهرة، لكونه غير قادرٍ على إجراء عمليّتين عقليّتين في الوقت ذاته. [3]

الملاحظة الخارجية

وغالباً ما تكون هذه المُلاحظة خاطئة في نتائجها، إذ إنّ المُلاحِظ سيهتم بالمظاهر الخارجيّة للمُلاحَظ، وتكون بالاعتماد على تعبيرات الوجوه، وغالباً ما تكون هذه التعبيرات غير صحيحة، لأنّ طباع الإنسان مختلفة من فردٍ لآخر، فأغلب النّاس تعبيرات وجوههم مُصطنعة، وكثيراً ما يحاولون عدم إظهار مشاعرهم نتيجة خجلهم. [3]

التجريب

وهذه الطريقة غالباً ما تقوم تحت ظرف محدّد، وذلك تختلف الملاحظة عن التجربة، وغالباً ما تواجه التجارب صعوبات تختلف من شخص لآخر، نتيجة تأثّر الإنسان بعوامل عديدة ليست متشابهة، منها داخليّة كالحالة المزاجية أو النفسيّة للفرد، ومنها خارجيّة كالظروف والمُثيرات المحيطة بالإنسان.  [3]

إن جميع التجارب والأبحاث والدراسات التي أسّست لعلم النفس منذ بدايته وحتّى اليوم مازالت قيد التجربة والدراسة والملاحظة والتحليل، للوصول بهذا العلم إلى مراتب أخلاقيّة تربويّة صحيّة نفسيّة ناجعة، همّها الأوّل الوصول بالفرد إلى عيش حياة هانئة، بعيدة كلّ البعد عن التعقيد والإحباط، وكلّ ما فيه إساءة للدارس والمدروس على حدّ سواء.

المصدر: السعادة فور

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى