مقالات

من هو النبي الذي دفن في عهد عمر بن الخطاب

جدول المحتويات

من هو النبي الذي دفن في عهد عمر بن الخطاب سؤال سنجيب عنه في هذا المقال، فقد أرسل الله تعالى الأنبياء والرسل لكلّ أمم البشرية فتكاد لا تخلو أمّة من رسول أو نبي، وقد جعلهم الله تعالى نذراء للبشريّة لينبئوا الناس بوجود الله تعالى، وليملوا على الناس تعاليم الدين وأوامر الله تعالى، ومنهم من ذكر بالقرآن الكريم ومنهم من لم يذكر، فكان سيدنا محمد صلّى الله عليه وسلّم ختامًا للرسالات النبوية، ولم ينزل من السماء رسول بعده، فمن هو النبي الذي دفن بعد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في عهد عمر بن الخطاب.

من هو النبي الذي دفن في عهد عمر بن الخطاب

النبي الذي دفن في عهد عمر بن الخطاب هو النبي دانيال عليه السلام، فقد ورد عن ابن أبي الدنيا عن أبي الزناد أنَّه قال: “رَأَيْتُ فِي يَدِ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ خَاتَمًا، نَقْشُ فَصِّهِ أَسَدَانِ بَيْنَهُمَا رَجُلٌ يَلْحَسَانِ ذَلِكَ الرَّجُلَ، قَالَ أَبُو بُرْدَة: هَذَا خَاتَمُ ذَلِكَ الرَّجُلِ الْمَيِّتِ الَّذِي زَعَمَ أَهْلُ هَذِهِ الْبَلْدَةِ أَنَّهُ دَانْيَالُ”، فقد ورد أنَّ ملكًا جاءه منجّمون فقالوا له أنَّ غلامًا سيأتي ليفسد له ملكه، فحلف على أن يقتل كلّ غلام، فلمّا أخد ليقتل النبي دانيال عليه السلام رمى به بين أسد ولبوة، فأخذا يلحسانه ولم يؤذوه أبدًا حتى جاءت أمه وأخذته، ليكبر وتنزل عليه رسالة النبوة من الله تعالى، فنقش على خاتم من فضّة رسمًا يمثّل الأسدان وهم يلحسانه لكي يتذكّر نعمة الله عليه ولا ينساها،ابن أبي شيبة عَنْ أَنَسٍ أَنَّهُمْ لَمَّا فَتَحُوا تُسْتَرَ قَالَ: ” فَوَجَدَ رَجُلًا أَنْفُهُ ذِرَاعٌ فِي التَّابُوتِ، كَانُوا يَسْتَظْهِرُونَ وَيَسْتَمْطِرُونَ بِهِ، فَكَتَبَ أَبُو مُوسَى إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ بِذَلِكَ، فَكَتَبَ عُمَرُ: إِنَّ هَذَا نَبِيٌّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ وَالنَّارُ لَا تَأْكُلُ الْأَنْبِيَاءَ، وَالْأَرْضُ لَا تَأْكُلُ الْأَنْبِيَاءَ، فَكَتَبَ أَنِ انْظُرْ أَنْتَ وَأَصْحَابُكَ يَعْنِي أَصْحَابَ أَبِي مُوسَى فَادْفِنُوهُ فِي مَكَانٍ لَا يَعْلَمُهُ أَحَدٌ غَيْرُكُمَا قَالَ: فَذَهَبْتُ أَنَا وَأَبُو مُوسَى فَدَفَنَّاهُ “، ويقال أنَّ عمرًا بن الخطاب رضي الله عنه أمر بحفر ثلاث عشرة قبرًا نهارًا ودفنه في أحدها ليلًا لكي لا يحدث في أمره فتنة بين المسلمين أو ضلالة.[1]

شاهد أيضًا: النبي الذي دعا الناس إلى الحج .. أول من حج بيت الله الحرام

النبي دانيال

هو نبي من أنبياء بني إسرائيل، كان في زمن”بختنصر” الذي يذكر عنه أنَّه أحرق التوراة وقتل كثيرًا من بني اسرائيل وخرّب بيت المقدس، وقد بشّر النبي دانيال بالنبي محمد صلّى الله عليه وسلّم والنبي عيسى عليه السلام، وقد ورد عن ابن تيّمية شيخ الإسلام أنَّه قال فيذكر دانيال عليه السلام: “وقَالَ دَانْيَالُ عَلَيْهِ السَّلَامُ ـ وَذَكَرَ مُحَمَّدًا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِاسْمِهِ ـ فَقَالَ: ” سَتَنْزِعُ فِي قَسِيِّكَ إِغْرَاقًا، وَتَرْتَوِي السِّهَامُ بِأَمْرِكَ يَا مُحَمَّدُ ارْتِوَاءً”، وقد وجدت جثّة النبي دانيال في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وهو كما هو لم يتغيّر شكله أو يتحلل جسده، وهذا من دلائل النّبوة، ووجدوا بيده خاتمه، ووجد تحت رأسه مصحفًا، وأخذ هذا المصحف إلى عمر بن الخطاب وترجم للعربية، وقد وردت بعض الأقوال التي تشير إلى أنَّ من وجد في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه هو ليس دانيال، فإذا لم يكن فهو حتمًا من الصالحين في ذاك العهد لما لذلك من آثار، والأغلب في القول أنَّه دانيال عليه السلام، والله أعلم بحاله.

قبور الأنبياء

لم يرد عن الرسول صلّى الله عليه وسلّم أيّ حديث شريف أو آية قرآنية كريمة تدل على أمر أو نهي عن إخفاء قبور الأنبياء، والعلم عند الله أنَّ أغلب قبور الأنبياء اختفت أو اخفيت بفعل الزمن، ولإنَّهم كانوا في حقبٍ بعيدة من الأزمان، إلّا ما ورد عن إخفاء عمر بن الخطاب رضي الله عنه لقبر النبي دانيال عليه السلام؛ وذلك لأنَّه علم بأنَّ مجموعة من الناس كانوا يستسقونه، فأخفاه تجنّبًا للشرك بالله أو الفتنة والضلالة، أمّا عن قبر رسول الله صلّى الله عليه وسلم فقد حُفظ إلى يومنا هذا؛ وذلك لأنَّه في حقبة زمنية أقرب إلينا، كما أنَّه في محيط المسجد النبوي، والذي لقي اهتمامًا كبيرًا منذ وفاة الرسول صلّى الله عليه وسلّم وإلى يومنا هذا، أمّا عن الاختفاء بالقبور والتجمّع حولها فقد نهى عنه رسول اللهصلّى الله عليه وسلّم وأمر بالابتعاد عن ذلك في حديثه الشريف: ” لا تَجْعَلوا بيوتَكم قبورًا ، ولا تَجْعَلوا قبري عِيدًا ، وصَلُّوا عَلَيَّ ، فإنَّ صلاتَكم تَبْلُغُني حيثُ كنتم”[2]، كما ورد عنه صلّى الله عليه وسلّم أنّه لعن من اتخدوا من قبور أنبيائهم مساجد في قوله: ” لعَنَ الذين اتخذوا قبورَ أنبيائهمْ مساجدَ”[3]، والله أعلم.[4]

شاهد أيضًا: معجزات الانبياء وقصص عن معجزات الانبياء من القران والسنة

وبهذا نكون قد وصلنا إلى نهاية المقال الذي عرَّفَنا على من هو النبي الذي دفن في عهد عمر بن الخطاب، وهو النبي دانيال عليه السلام  وهو أحد أنبياء بني اسرائيل،كما  تحدّثنا عن قبور الأنبياء، والسبب وراء اختفاء أغلبها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى