رياضة

محمود متولي.. “بيكيه المصري” الذي حرمته لعنة الإصابات من معانقة المجد

  1. نشأة اللاعب
  2. فترة تألقه مع الإسماعيلي
  3. صفقة انتقاله إلى الأهلي
  4. كيف سيكون محمود متولي بدون إصابات؟
  5. لماذا خطف أنظار كولر سريعا؟
  6. التطور الطبيعي للاعب في منظومة الأهلي “السويسرية”
محمود متولي وأمير توفيق

عادة ما اقترنت الموهبة في كرة القدم المصرية بسماع جملة “ماذا لو كان ملتزما خارج الملعب؟”.. أسماء رنانة عديدة ابتلعها التاريخ الكروي المصري نتيجة الاستهتار وأمور غير متعلقة بالفنيات والقدرات داخل الملعب.

ولكن ماذا عن نجوم كانت الظروف القهرية عائقا واضحا في وجه انفجار موهبتهم وملامسة المجد رفقة ناديهم والمنتخب الوطني المصري؟

ويعد محمود متولي، مدافع الفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي، من بين أبرز الأسماء التي حرمتها لعنة الإصابات من الاستمرارية والتعبير عن قدراته الحقيقية داخل الملعب.

محمود متولي والخطيب
محمود متولي والخطيب

نشأة اللاعب

بدأت أحلامه في الظهور إلى النور بحلول عام 2002، حيث انضم إلى ناشئي الإسماعيلي الذي كان بطلا لـ مصر وقتها، وعمره 9 سنوات فقط.

وقال عنه أسطورة الدراويش علي أبو جريشة أنه يمتلك عقلية كروية من الطراز الرفيع.

محمود متولي مع الإسماعيلي ضد الأهلي
محمود متولي مع الإسماعيلي ضد الأهلي

وحقق مع ناشئين نادي الإسماعيلي عدة بطولات، وشارك لأول مرة مع الفريق الأول في الدوري المصري الممتاز، في يوم 13 أبريل 2013 أمام فريق طلائع الجيش، وشارك أيضًا مع الفريق في بطولة الكونفدرالية الإفريقية بنفس الموسم.

واستمر في نسقه التصاعدي حتى لعب لمنتخب مصر للشباب تحت قيادة المخضرم ربيع ياسين، وحقق معه بطوله إفريقيا سنة 2013 وكان يلعب في مركز “الليبرو”.

فترة تألقه مع الإسماعيلي

سرعان ما أثبت محمود متولي أنه يمتلك DNA كرة الدراويش، على الرغم من كونه قلب دفاع في الأساس ومركزه الثاي هو لاعب الارتكاز الدفاعي أو الليبرو الذي اختفى بتطور طرق اللعب في كرة القدم.

محمود متولي يعتبر كان القائد الأكثر إقناعا لجمهور الإسماعيلية سواء من حيث سلوكه داخل أو خارج الملعب، وحتى قدراته الفنية.

حيث لعب متولي مع الإسماعيلي إجمالي 148 لقاء، وتمكن من تسجيل 18 هدف وصناعة 3، وحصل على 21 بطاقة فقط طوال مسيرته بالقميص الأصفر.

أرقام ومستوى وعقلية توهجت بشدة على الساحة الكروية وقتها، مما جعل إدارة المارد الأحمر تقتنص اللاعب سريعا، لجعله حجر الدفاع للفريق القاهري الذي كان لا يمر بأفضل فتراته حينها.

صفقة انتقاله إلى الأهلي

اتفق مسئولو النادي الأهلي مع محمود متولي في أغسطس 2019، على تقاضي 45 مليون جنيه خالصة الضرائب خلال 5 مواسم، وهي مدة عقد اللاعب مع النادي.

إدارة الاهلي اتفقت مع متولي على الحصول على 8 مليون جنيه في الموسم الأول و8 مليون و500 ألف جنيه في الموسم الثاني و9 مليون في الموسم الثالث و9 مليون و500 ألف جنيه في الموسم الرابع، على أن تصل قيمة عقده إلى 10 مليون جنيه في الموسم الخامس والأخير.

محمود متولي
محمود متولي

وبذلك يحصل اللاعب على 45 مليون جنيه في 5 مواسم بخلاف 15 مليون جنيه حصل عليها الدراويش مقابل اتمام الصفقة، لتكون خزينة القلعة الحمراء قد تكبّدت ما يقرب من 60 مليون جنيه لإتمام الصفقة التى أبرمها مسئولو القلعة الحمراء لتدعيم دفاع الفريق.

بالتأكيد اتضحت مدى قيمة وجودة متولي وقت انضمامه للأهلي، لعله المدافع الأغلى في تاريخ الأهلي من اللاعبي المصريين، بخلاف علي معلول وبدر بانون.

مما يدل على حجم التوقعات والطموحات التي وضعها الكيان الأحمر في موهبة الدراويش.

كيف سيكون محمود متولي بدون إصابات؟

كل شئ كاد أن يكون مثاليا للغاية، حيث كانت بدايات اللاعب في الأهلي متزامنة مع مجئ أحد المدربين الذين نجحوا في خطف قلوب جماهير الأهلي سريعا، ألا وهو السويسري رينيه فايلر.

أفكار فايلر ورؤيته كانت متوافقة تماما مع قدرات وعقلية محمود متولي، وبالفعل كان عنصرا أساسيا ولا غنى عنه سواء في قلب الدفاع مثل مباراة السوبر الشهيرة ضد الزمالك “3-2″، وضد صن داونز في بريتوريا عندما انتقم المارد الأحمر لخسارة الشهيرة بخماسية، ليحصد بعد ذلك لقبين على التوالي على حساب الزمالك في نهائي القرن من ثم اكتساح كايزر تشيفز الجنوب إفريقي.

انطلاقة محمود متولي الذهبية مع الأهلي تحت قيادة فايلر، لم تستمر طويلا أيضًا، حيث بدأت لعنة الإصابات في تشويه مسيرة اللاعب، حيث تحول من عنصر اجمع الجميع على موهبته، إلى لاعب منسي ومفقود دائما، بل وظن البعض أن نهاية مسيرته الكروية قد اقتربت، وفي أفضل تقدير في حالة عودته، لن يكون له مكانا أساسيا مرة أخرى داخل قلعة التتش.

إصابة محمود متولي
إصابة محمود متولي

محمود متولي إذا لم تضربه الإصابات المتتالية على مدار أخر موسمين بهذا الشكل، كانت أمور كثيرة لتغيرت، أبسط الأمور عدم إبرام بعض الصفقات مثل بدر بانون من الرجاء المغربي، وتوفير مكانا بالقائمة لعنصر أجنبي آخر بمركز متقدم في الملعب.

وأيضًا لن يشعر الأهلي بكارثية غياب حمدي فتحي وأليو ديانج في آن واحد، حيث أنه قادر علىا لعب نفس الدور، بل ويمتلك تصويبات صاروخية تجعله لاعب وسط ملعب “مميز”.

ومما لا شك فيه لاعب بهذه المواصفات إذا كان متاحا بكل الفترات الماضية، فإنه كان سيحصل على ثقة كل المدربين الذين تولوا مهمة القيادة الفنية لمنتخب مصر.

لماذا خطف أنظار كولر سريعا؟

ومثلما كانت الظروف ضده في البداية ووقفت الإصابات في وجهه أولًا ثم تهميش موسيماني لعودته ثانيا، اختلفت الأدوار، وآتى مدربا برتغاليا مغمورا كان سببا رئيسيا لتمهيد عودة اللاعب بقوة مرة أخرى.. نعم، الحديث هنا على ريكاردو سواريش.

صحيح أن المدرب البرتغالي لم يكن موفقا أو على قدر المسئولية المُلقاة على عاتقه، ولكن من حسناته على القلعة الحمراء، كانت تجهيز أكثر من نجم إبان تنفيذ قرار الإدارة “الحكيم” من قِبل الأسطورة محمود الخطيب، بإراحة العناصر الأساسية، استعدادا لمعارك الموسم الجديد.

محمود متولي عاد رويدا رويدا إلى المشاركة في المباريات بين مركزي وسط الملعب والدفاع، إلى أن حجز مكانه لحماية عرين الأهلي أمام القائد محمد الشناوي.

وبالتزامن مع ذلك هذه الأمر، صادف تعاقد الأهلي لمدرب كان من ضمن أولوياته امتلاك مدافع بمواصفات “عالمية” أو بمعنى أدق محمود متولي.

محمود متولي مدافع مثالي لكرة القدم الحديثة، جودة عالية في التسليم والتسلم، قلما تجدها في مدافع مصري، منذ اعتزال إبراهيم سعيد وهاني سعيد وعماد النحاس ووائل القباني.

بجانب سرعته الفائقة وطريقة دفاعه معتمدا على تمركزه وليس الالتحام مع مهاجم الخصم، وأكبر ميزة دفاعية هي قدرته على توقع مسار الكرة بشكل مبهر للغاية، ومن هنا مع حفظ فوارق المنافسة هنا وهناك، ولكن يمكننا القول أن محمود متولي في منظومة السويسري الآخر، مارسيل كولر حاليا، يلعب نفس دور المعتزل مؤخرا جيرارد بيكيه، عندما هيمن العملاق الكتالوني نادي برشلونة على كرة القدم الإسبانية والأوروبية.

اختيار كولر لمتولي تحديدا، يدل على مدى جدية واجتهاد المدرب السويسري ودقته في اختيار الأنسب بين أدواته المتاحة وقدرته على التمييز بين لاعبي الفريق.

الأمر لا يقتصر فقط على مجرد تمييز كولر لقدرات محمود متولي الفائقة داخل الملعب، بل وضع خطة مناسبة لوضعية اللاعب من أجل حمايته من الانتكاسة مرة أخرى، إلى أن جائت لحظة استدعائه إلى المنتخب الوطني المصري الأول لكرة القدم، تحت قيادة البرتغالي الآخر روي فيتوريا.

محمود متولي كان على أعتاب لعب أولى مبارياته بقميص منتخب الفراعنة الأول ضد بلجيكا، ولكن القدر حرمه من ذلك بسبب خطأ من جانب الجهاز الفني لمصر، ومخالفة نظامه في الأهلي، مثلما خرجت الأنباء من داخل القلعة الحمراء خلال الآونة الأخيرة.

التطور الطبيعي للاعب في منظومة الأهلي “السويسرية”

إصابة محمود متولي الأخيرة بعد انضمامه لمعسكر منتخب مصر، لا تبدو خطيرة مثل إصاباته السابقة، بل سيكون قادرا على اللعب بقميص الأهلي عقب استئناف بطولة الدوري المصري الممتاز 2022-2023.

ولكن من الأمور الاستباقية التي من الممكن أن نستنتجها من رؤية مارسيل كولر لـ محمود متولي، أنه بكل تأكيد يعلم متى سيستخدم اللاعب في وسط الملعب على مدار الموسم، ويستغل مدافع آخر بجوار محمد عبد المنعم وليكن محمد هاني الذي يبدو أنه قد يكون رهان آخر لكولر مع الأهلي بعد نجاحه مع محمود متولي والمتوهج كريم فؤاد.

تألق وتواجد محمود متولي القوي مع الأهلي هذا الموسم، جعل الفريق الأحمر لا يشعر بضعف الميركاتو الصيفي، خاصة على صعيد رحيل الدولي المغربي بدر بانون وعدم تعويضه بلاعب آخر.

بجانب تراجع مستوى أيمن أشرف، وابتعاد ياسر إبراهيم ورامي ربيعة عن الصورة تماما، لذلك يلعب متولي دور المنقذ هذا الموسم لفريقه، ويعوض الجماهير الحمراء عن فترات الغياب التي طالت كثيرا.

وعلى الرغم من قلة مشاركات محمود متولي بقميص الأهلي، إلا أنه توج بعدة ألقاب محليا وقاريا، منها دوري أبطال إفريقيا في مناسبتين، والسوبر الإفريقي مرتين، وكذلك الدوري المصري والسوبر المحلي، ومرة واحدة توج بكأس مصر.

كل هذه البطولات جائت من 33 مشاركة فقط لمحمود متولي منذ انضمامه للأهلي، سواء كبديلا أو أساسيا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى