مقالات

خطبة استسقاء قصيرة ومختصرة مكتوبة

جدول المحتويات

خطبة استسقاء قصيرة ومختصرة مكتوبة، فهناك العديد من الصلوات التي يؤديها المسلم في حياته، والتي ترتبط في أوقات الدعاء لله تعالى، بغية طلب الرحمة في أمر ما من أمور الدنيا، كما هو الحال مع صلاة الاستسقاء التي يطلب فيها من الله تعالى نزول المطر، والخُطبة أمر مهم في نهاية هذه الصلاة، وفي مقالنا اليوم عبر موقع سوف نقدم خُطبة كاملة ومختصرة عن الاستسقاء.

مقدمة خطبة استسقاء قصيرة

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله تعالى رب العالمين، مالك الملك ورب العرش المتين، ومالك رقاب الناس إلى يوم الدين، وولي نعمة عباده الصالحين، والحمد لله تعالى الذي هدانا لصراطه المستقيم، ومنّ علينا بنعمة الدين، الذي تَبلغناه على يد سيدنا محمد الطاهر الأمين، عليه الصلاة والسلام، وعلى آله وصحبه أجمعين، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، فمن يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، فالحمد لله تعالى على نور الهداية، ونسأله حسن الختام والنهاية، لكل من نطق وآمن بشهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله، وأما بعد:

خطبة استسقاء قصيرة

كما في خُطبة يوم الجمعة، فإن خُطبة صلاة الاستسقاء تتكون من خطبتين متتاليتين، يفصل بينهما استراحة صغيرة، وينهي الخطيب خطبَته بالدعاء لأمة المسلمين فيما يخص طلب نزول المطر، وتفصيل ما ذكرناه يأتي وفق الآتي:

الخطبة الأولى

عباد الله، إن الله تعالى خلق الخلائق، وكرم بعضها عن بعض، ومن كرمه عز وجل أن ميّز الإنسان بأن جعل له العقل، هذا العقل الذي يجعل الإنسان يستدل على وجود الخالق، وبناءً على وجود العقل كان التكليف للإنسان بالعبادة، ومن أمره عز وجل أن يكون الثواب والعقاب، كما الجنة والنار، وإنما من عصى ربه، فقد سلك طريق العقاب، وهذا العقاب قد يكون دنيوياً أو في الآخرة، ولو أن عذاب الدنيا أسهل بكثير من عذاب الآخرة، كما هو الحال مع القحط الذي يحل ويضرب فجأة، فهذا إنما هو غضب من الله تعالى، لكثرة الذنوب والمعاصي التي لوث بها جنس البشر، صفاء الحياة الجميلة التي خلقها الله تعالى، وهو الذي قال في كتابه العزيز: {كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ * ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}[1].

واعلموا عباد الله أن ربكم يمهل ولا يهمل، وبقدر ما ربكم غفور ورحيم، بقدر ما هو عادل لا يظلم النفس الإنسانية التي خلقها، ولا يستهين بحقها، أو بحق الله تعالى على عباده المؤمنين مخلصين، وهذا ما وعد به الله تعالى عباده إذا ما استغفروه، وهو الذي قال في كتابه العزيز: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ، وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا}[2]، وقبل هذا الاستغفار لا بد للإنسان المسلم الصالح، أن يتوب إلى الله تعالى توبة نصوحة، وهذا أحد أهم أسباب الفلاح وتجنب غضب الله علينا، التي أخبرنا الله تعالى عنها بقوله الكريم: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}[3]، فكونوا من الطائعين لأمر ربكم حتى تظفروا برضاه، ولا تكونوا من العاصين فتتقطع فيكم سبل العيش، وتحل المصائب بكم ويقل رزقكم ويحل بكم القحط والجدب.

الخطبة الثانية

عباد الله، إن الله وملائكته يصلون على النبي، فيا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً، وسبحوا بحمد ربكم إنه كان غفوراً رحيماً، وأكرم خلقكم أفضل تكريماً، وحباكم من المخلوقات بأن جعل العقل لكم طريقاً لمعرفة الخير والشر، وخيركم ما بينهم، ولم يفرض عليكم ذلك، فمن عمل مثال ذرة خير يدخل في ميزان أعماله، ومن يعمل مثال ذرة شر يدخل في ميزان أعماله، فلا تظلموا أنفسكم في الدنيا والآخرة، وأعلموا أن هذا القحط هو غضب من الله تعالى، وما أمسكت السماء مطرها إلا بأمر الله تعالى، فالماء نعمة من نعمه الكثيرة، ولا يغير الله تعالى من نعمه على عبده إلا من جراء ما اقترفت يداه، وهو الذي قال في كتابه العزيز: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}[4].

وقد ذكر النبي الكريم عليه الصلاة والسلام أسباب هذا القحط في الحديث الشريف، إذ قال: “يا مَعْشَرَ المهاجرينَ! خِصالٌ خَمْسٌ إذا ابتُلِيتُمْ بهِنَّ، وأعوذُ باللهِ أن تُدْرِكُوهُنَّ: لم تَظْهَرِ الفاحشةُ في قومٍ قَطُّ؛ حتى يُعْلِنُوا بها؛ إلا فَشَا فيهِمُ الطاعونُ والأوجاعُ التي لم تَكُنْ مَضَتْ في أسلافِهِم الذين مَضَوْا، ولم يَنْقُصُوا المِكْيالَ والميزانَ إِلَّا أُخِذُوا بالسِّنِينَ وشِدَّةِ المُؤْنَةِ، وجَوْرِ السلطانِ عليهم، ولم يَمْنَعُوا زكاةَ أموالِهم إلا مُنِعُوا القَطْرَ من السماءِ، ولولا البهائمُ لم يُمْطَرُوا، ولم يَنْقُضُوا عهدَ اللهِ، وعهدَ رسولِه إلا سَلَّطَ اللهُ عليهم عَدُوَّهم من غيرِهم، فأَخَذوا بعضَ ما كان في أَيْدِيهِم، وما لم تَحْكُمْ أئمتُهم بكتابِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ ويَتَخَيَّرُوا فيما أَنْزَلَ اللهُ إلا جعل اللهُ بأسَهم بينَهم”[5].

دعاء خطبة استسقاء قصيرة

قال الله تعالى في كتابه الحكيم: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}[6]، واغتنموا الفرصة وارفعوا أيديكم لرب السماء، وأمنُوا، فإني داع لي ولكم:

  • اللهم أنت ربنا وولي نعمتنا ولا رازق إلا أنت، ولا مانع إلا أنت، سبحانك ربنا أن الوهاب والكريم.
  • اللهم إن كثرت أخطاءنا فتجاوز عنا، وإن عصيناك ربنا فأعدنا إلى رشدنا وارحمنا يا من لا ترد من رجاك.
  • اللهم تب علينا سبحانك أن التواب الرحيم، ولا تؤاخذنا بما سهونا عنه أو ذللنا به، فأنت الأول والآخر.
  • اللهم يارب العرش العظيم، لا تحرم عبادك من نعيم رضاك، فلا طاقة لنا بجحيم غضبك علينا، سبحانك ربنا لم تظلمنا، وإنما نحن ظلمنا أنفسنا.
  • وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد الطاهر الأمين، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم من الصالحين.

خاتمة خطبة استسقاء قصيرة

عباد الله، إن الله تعالى ربكم مطلع على أعمالكم جميعها، في سرها كانت أم جهرها، وحاشى لربكم العظيم أن يظلم أحداً، وإنما ما يجازيكم به الله تعالى نتيجة أعمالكم، وما القحط الذي فيه نحن اليوم إلى؛ بسبب هول أعمال البشر، فالحمد لله تعالى على كل حال، والحمد لله تعالى في ما أعطى ومنع، وطمعنا في كرمه لا يرده بإذنه عز وجل، وتذكروا عباد الله، أن لا خلاص لكم إلا بالعودة إلى الدين القويم، والامتثال لأمر الله تعالى ونبيه الكريم، فأقيموا الصلاة، وآتوا الزكاة، وكفوا عن المعاصي في سركم وجهركم، وأقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم، أعظكم لعلكم تهتدون.

خطبة استسقاء قصيرة pdf

تعد هذه الخُطبة من الخطب الهامة التي يتم الوعي فيها من على المنابر عقب صلاة الاستِسقاء، ولذلك نقدمها لكم كملف بصيغة pdf يمكن تحميله “من هنا” حتى يتسنى للمهتمين تحميلها والاستفادة منها بالأهداف المطلوبة.

خطبة استسقاء قصيرة doc

هناك عدة سبل مختلفة يمكن للمهتمين من خلالها الاستفادة من هذه الخُطبة، كتسهيل طباعتها على الورق، أو التعامل معها كملف وورد، ولذلك نقدمها لكم كملف بصيغة doc يمكن تحميله “من هنا” حتى يتسنى للمهتمين الاستفادة منها بالأهداف المذكورة.

وبهذا القدر نصل إلى نهاية مقالنا الذي كان بعنوان خطبة استسقاء قصيرة ومختصرة مكتوبة، والذي قدمنا من خلاله خطبة عن الاستِسقاء، كما قدمناها لكم كملف بصيغتي pdf وdoc لتحقيق كافة أوجه الفائدة منها.

المراجع

  1. ^سورة الأنفال , الآيتان 52 و 53
  2. ^سورة نوح , الآيات من 10 إلى 12
  3. ^سورة النور , الآية 31
  4. ^سورة الروم , الآية 41
  5. ^صحيح الجامع , عبدالله بن عمر، الألباني، 7978، صحيح
  6. ^سورة البقرة , الآية 186

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى