ما هو حكم اكل الفيل؟ معلومٌ أنَّ الضرعَ الحنيف بيَّن الأحكام المتعلقة بالأطعمة والأشربة، وبيَّن ما يحرم منها وما يجوزُ، وفي هذا المقال الذي يقدمه موقع ، سيتمُّ تخصيص الحدث عن حكمِ أكلش بعض اللحومِ، مثل لحمِ الفيلِ والحمرِ الأهليةِ والكلابِ، والخنازيرَ، والميتةَ، حيث سيجد القارئ أقوال أهل العلمِ مع الأدلة الشرعية المستند عليها.
ما هو حكم اكل الفيل
تباينت آراءُ أهلِ العلمِ في حكمِ أكلِ لحمِ الفيلِ على قولينِ، ويرجع سبب اختلافهم في الحكمِ إلى اختلافهم في فهم مدلولِ النهي عن أكلِ كلِّ ذي نابٍ من السباعِ، حيث رُويَ عن أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه أنَّه قال: (أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ نَهَى عن أكْلِ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ)،[1] وفيما يأتي تفصيل القولينِ:[2]
- جمهور أهل العلم: ذهب جمهورُ أهلِ العلمِ إلى حرمةِ أكلِ لحمِ الفيلِ؛ وذلك لأنَّهم حملو النهي الواردِ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم على التحريم.
- المالكية: ذهب فقهاء المالكيةِ ومن وافقهم إلى كراهةِ أكلِ لحمِ الفيلِ؛ وذلك لأنَّهم حملو النهي الواردِ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم على الكراهةِ لا التحريم.
شاهد أيضًا: هل يجوز اكل لحم الفيل
الحيوانات المختلف في حكم أكلها
بعد أن تمَّ بيان حكم اكل لحم الفيل، سيتمُّ في هذه الفقرةِ بيان حكم أكل بعض الحيوانات عند أهلِ العلمِ، وفيما يأتي ذلك:
حكم أكل لحم الحمر الأهلية
تعددت أقوال أهلِ العلمِ في حكمِ أكلِ لحومِ الحمرِ الأهليةِ على قولينِ اثنينِ، وفي هذه الفقرةِ من هذا المقال سيتمُّ بيانُ هذينِ القولينِ وعزوهما إلى أصحابهما، وفيما يأتي ذلك:[3]
- القول الأول: ذهب جمهور أهل العلم من الحنفيةِ والشافعيةِ والحنابلةِ إلى حرمةِ أكلِ لحمِ الحمرِ الأهليةِ، مستدلينَ بالحديث الذي رواه جابر بن عبد الله رضي الله عنه حيث قال: (نَهَى رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَومَ خَيْبَرَ عن لُحُومِ الحُمُرِ الأهْلِيَّةِ، ورَخَّصَ في الخَيْلِ)،[4] وهذا هو القول الراجح عند المالكية.
- القول الثاني: ذهب المالكية في القول الثاني إلى كراهةِ أكلِ لحومِ الحمرِ الأهليةِ.
شاهد أيضًا: حكم اكل الجراد وفوائده وأضراره على صحة الإنسان
حكم أكل لحم الكلب
تباينت آراءُ الأئمة الأربعة في حكمِ أكلِ لحمِ الكلبِ، حيث ذهب الحنفيةُ والشافعيةُ والحنابلةُ إلى حرمةِ أكلِ لحمه، وهو القول الثاني لدى فقهاء المالكية، وقد استدلَّ أصحاب هذا القولِ بالنهي الواردِ عن أكلِ كلِّ ذي نابٍ من السباعِ، بينما ذهب المالكيةُ في قولٍ آخرٍ لهم إلى كراهةِ أكلِ لحمِ الكلبِ كراهةً تنزيهيةً، والله تعالى أعلى وأعلم.[5]
شاهد أيضًا: حكم أكل الكبد والطحال وما يحرم أكله من الأطعمة
لحوم متفق على حرمة أكلها
تعددت الأطعمة التي اتفق أهل العلمِ على حرمةِ أكلها للمسلمِ، وفي هذه الفقرة من مقال حكم أكل الفيل، سيتمُّ بيانُ هذه الأطعمة بشيءٍ من التفصيلِ، وفيما يأتي ذلك:
لحم الخنزير
لا خلاف بين أهل العلمِ في حرمة أكلِ لحمِ الخنزيرِ؛ إذ أنَّ حرمةَ أكله قد جاءَ صريحًا في القرآنِ الكريمِ، حيث قال الله تعالى: (قُل لاَ أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلاَّ أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ).[6]
شاهد أيضًا: رجل وثني صاد أرنبًا حكم أكل صيده
الميتة
ومن اللحومِ التي اتفق أهل العلمِ على حرمةِ أكلها، لحمُ الميتةِ، وقد جاءَ ذلك صريحًا في كتاب الله عزَّ وجلَّ حيث قال تعالى: (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ۚ ذَٰلِكُمْ فِسْقٌ ۗ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ ۚ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ۚ فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ ۙ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ).[7]
شاهد أيضًا: يكون الصيد في حكم الميتة المحرمة إذا قتله الصائد ب
وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام هذا المقال، والذي يحمل عنوان ما هو حكم اكل الفيل؟ وفيه تمَّ بيانُ حرمةُ أكله عند جمهور أهل العلمِ، وكراهة أكله عند المالكية، كما تمَّ بيان بعض اللحوم التي اختلف أهل العلمِ في حكمِ أكلها، وفي ختامِ هذا المقال تمَّ ذكر بعض اللحومِ التي اتفق العلماء على حرمةِ أكلها.
المراجع
- ^
صحيح البخاري , البخاري، أبو ثعلبة الخشني، 5530، صحيح - ^
islamweb.net , حكم أكل لحم الفيل , 13/7/2022 - ^
الموسوعة الفقهية الكويتية , مجموعة من المؤلفين، ص211 , 13/7/2022 - ^
صحيح البخاري , البخاري، جابر بن عبدالله، 4219، حديث صحيح - ^
الموسوعة الفقهية الكويتية , مجموعة من المؤلفين، ص211212 - ^
سورة الأنعام: , آية 145 - ^
سورة المائدة: , آية 3
المصدر: السعادة فور
