تكنولوجيا

جامعة كاوست تستخدم الذكاء الاصطناعي للحفاظ على أسماك البحر الأحمر .. عاجل


تستورد المملكة العربية السعودية حاليًا نحو 60% من الأسماك المستهلكة، ولكن الحكومة تكثف جهودها لتحقيق الاكتفاء الذاتي في هذا المجال، وقد استثمرت بالفعل بشكل كبير في الاستزراع السمكي؛ لتعويض التراجع في صيد الأسماك في البحر الأحمر.

وفي هذا السياق، وضمن المشاريع التي تدعمها وزارة البيئة والمياه والزراعة في المملكة، تُجرى جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست) البحوث العلمية حول كيفية استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتعزيز إدارة الصيد، وتأمين مستقبل هذا المصدر الغذائي الحيوي.

طور الدكتور (أندرو تيمبل) Andrew Temple باحث ما بعد مرحلة الدكتوراه في جامعة كاوست، أداة تستند في عملها إلى الذكاء الاصطناعي لتصنيف الأسماك وفقًا لقيمتها الاقتصادية وسرعة نمو أعدادها، يسهم استخدام هذه التقنية في مساعدة صناع القرار والباحثين على تحديد الأنواع المعرضة للخطر، بهدف الحفاظ على أسماك البحر الأحمر بما يتوافق مع رؤية السعودية 2030 لإنتاج الأغذية المستدامة.

كيف يساعد الذكاء الاصطناعي في الحفاظ على الثروة السمكية؟

يمكن لتقنيات الذكاء الاصطناعي أن تؤدي دورًا في تقييم استدامة الأسماك من خلال أساليب مختلفة تعتمد على البيانات، إذ يمكن لتلك الخوارزميات تحليل كميات كبيرة من البيانات المتعلقة بتجمعات الأسماك وممارسات الصيد والعوامل البيئية. ومن خلال معالجة هذه البيانات يمكن تحديد الأنماط والاتجاهات التي تساعد في تقييم استدامة مصايد الأسماك.


موضوعات ذات صلة بما تقرأ الآن:

كما تطبق تقنيات مثل التعلم الآلي على البيانات التاريخية لتطوير النماذج التنبئية لتقدير مستويات المخزون السمكي في المستقبل، وتقييم تأثير ممارسات الصيد، والتنبؤ باستدامة مصايد الأسماك بمرور الوقت.

ومن خلال دمج البيانات من مصادر مختلفة، بما يشمل: سجلات الصيد وأنظمة مراقبة السفن ومعلومات السوق، يمكن للذكاء الاصطناعي المساعدة في تحديد أنشطة الصيد غير القانونية وغير المبلغ عنها وغير المنظمة وتقديم رؤى حول استدامة سلسلة التوريد الشاملة.

نهج جامعة كاوست:

يعترف الباحث (تمبل) بأنّ قطاع الصيد يعاني من الكثير من المشكلات، ولكن معظم الأنواع التي لدينا بيانات موثوقة عنها تُصطاد بشكل مستدام. ويضيف: “ثمَّة أنظمة إدارة فعالة في أماكن مثل أوروبا وأمريكا الشمالية وأستراليا، وتصطاد أنواع مثل التونة بشكل مستدام في معظم الدول”.

مع ذلك، فإن إدارة الصيد في البحر الأحمر محدودة؛ حيث يتسارع انخفاض الأنواع الشعبية، مثل: سمك هامور (غروبر) وسمكة نابلوين (humphead wrasse). يقول تمبل “الدافع الاقتصادي لصيد هذه الأسماك الكبيرة عالٍ جداً”، ويلفت محذرًا إلى أنه يجدر بمعظم الصيادين القلق بشأن الوضع الحالي، وليس فقط بخصوص الـ 20 عاماً المقبلة”.

وتستهدف المملكة العربية السعودية – من خلال رؤية 20- مكافحة سوء التغذية من خلال إنتاج الأغذية المستدامة. وفي هذا الصدد، يطور (تمبل) أداة بسيطة تستند في عملها إلى الذكاء الاصطناعي؛ لتصنيف الأسماك حسب قيمتها الاقتصادية، ومدى سرعة نمو أعدادها.

ويُتوقع أن تساعد هذه التقنية صنّاع القرار، على تحديد الأنواع المعرضة لمخاطر التدهور المحتملة، في أسرع وقت ممكن، كما تساعد الباحثين في تحديد أولويات جهودهم.

وحول ما يقوم به تيمبل يقول مرشده الأكاديمي، البروفيسور (مايكل بيريومن) أستاذ علوم البحار ومدير مركز أبحاث البحر الأحمر في جامعة كاوست: “إن هذا يُعد نهجًا إبداعيًا للتعامل مع مشكلة ملحوظة في الوقت الحالي؛ حيث تحتاج المملكة العربية السعودية بشكل عاجل إلى تحسين إدارة الصيد البحري؛ للحفاظ على البيئة البحرية وضمان الأمن الغذائي. يمكن للأداة أن تزود الجهات المعنية، ولا سيّما وزارة البيئة والمياه والزراعة، ومشاريع ساحلية كبيرة، مثل: (نيوم)، بمعلومات ذات صلة للاستجابة لهذه التحديات”.

يجمع نهج تيمبل متعدد التخصصات بين الدراسات السوقية، والمعرفة المحلية، مع البيانات البيولوجية ومورفولوجيا الأنواع (شكل الأسماك وحجمها)، حيث يتمكن علماء الأحياء من إلقاء نظرة ثاقبة على تاريخ تطورها، ويمكنهم تقدير معدلات نمو هذه الأسماك؛ على سبيل المثال، تكون الأسماك الكبيرة أبطأ في الإنجاب من الصغيرة، ومن ثم تكون أكثر عرضة للانقراض؛ بسبب الصيد الجائر.

يقول تيمبل: “من خلال فرز الأنواع، باستخدام قدرتها على التحمل والنظر في كيفية تفاعل الناس معها؛ لتوقع الأنواع الأكثر عرضة للخطر، يمكننا اتخاذ إجراءات الآن بدلاً من الانتظار خمسة إلى عشر سنوات”.

خلال الثلاثة أشهر الماضية، رافق تمبل استشاريين بيئيين من فريق تطوير الصيد في مبادرة المنارة للتطوير في جامعة كاوست في رحلات إلى أسواق الأسماك المحلية، حيث جمعوا بيانات حول حجم الأسماك وعمرها ونضجها التكاثري لبعض الأنواع ذات القيمة العالية، بما يشمل: شيم حصاني، والنهاش، والهامور، وسمك الماكيريل الإسباني. كما جُمعت بيانات عن الصيد من الموانئ لتتبع عدد الأسماك الملتقطة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى