مقالات

هل يقع الطلاق وقت الغضب

جدول المحتويات

هل يقع الطلاق وقت الغضب في الشريعة الإسلامية، حيث إنّ الغضب هو من الحالات التي يفقد فيها الإنسان السيطرة على نفسه والسيطرة على ردود أفعاله، لذلك فإنّ موقع سيقف مع حكم الطلاق لمّا يكون المسلم بهذه الحالة من فقدان الوعي الشخصي، وهل يقع طلاق المسلم على الهاتف مثل الواقع أم أنّ له أحكامًا أخرى ونحو ذلك من الأمور.

طلاق المقهور

إنّ الغضب قد يتمكّن من ابن آدم، حتى يصل الحال به لأن ينطق كلمات لا يريدها ولا يعي شيئًا منها، فالغضب هو الآفة التي تلاحق الإنسان دائمًا وربما تورده المهالك، وقد يؤدي الطلاق إلى هدم البيوت وتشريد العوائل وضيعان الأطفال والأبناء، لذلك فإنّ الشريعة الإسلامية لم تقف ساكنة عند ذلك، بل وضعوا أحكامًا خاصة بطلاق الغاضب وأضيء كذلك على حالات الغضب وأنواعها.

شاهد أيضًا: ما هو حكم الطلاق البدعي وما الفرق بينه وبين الطلاق السني

هل يقع الطلاق وقت الغضب

إنّ الطلاق هو من الأمور التي نصّ عليها الشرع الحكيم في حالة عدم قدرة الإنسان على الاستمرار في الحياة مع إنسان آخر، فقد يصل الرجل أو المرأة إلى عدم القدرة على التآلف مع الشخص الذي عُقد عليه قرانه سابقًا، فجعل الله تبارك وتعالى حلّ الطلاق، لكن لمّا يكون الطلاق عند حالة الغضب الشديد، فقد كان فيه أحكام خاصة:

شاهد أيضًا: حكم الطلاق بدون سبب

طلاق الغضبان غضبا معتادا

إنّ طلاق الرجل الغاضب غضبًا معتادًا أي مثلما يغضب عادة يقع في الشريعة الإسلامية ويُحسب عليه ذلك الطلاق، واستدلوا على ذلك بما حدث مع خولة بنت ثعلبة زوجة الصحابي أوس بن الصامت رضي الله عنه أنّه قال: “إنها راجَعَت زَوجَها فغَضِبَ، فظاهَرَ منها، وكان شَيخًا كبيرًا قد ساء خُلُقُه وضَجِرَ، وأنَّها جاءت إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فجعَلَت تشكو إليه ما تَلقَى مِن سُوءِ خُلُقِه، فأنزل اللهُ آيةَ الظِّهارِ، وأمَرَه رَسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بكَفَّارةِ الظِّهارِ”، فالغاضب في هذه الحالة يكون واعيًا لما يقول ويكون على معرة بما يصدر منه في هذه الأفعال، وقد نقل الإجماع عن ذلك ابن باز وابن تيمية وابن عثيمين رحمهم الله.[1]

شاهد أيضًا: ما هو الزواج العرفي وما حكمه وأنواعه

طلاق الغضبان الذي غاب عقله

إن كان الغضبان غضبًا شديدًا أي غضبًا مغلقًا كأنه غُيب فيه عن الوعي، فإنّ هذا الطلاق لا يقع، وقد نُقل هذا الرأي عن جمع من علماء أهل السنة والجماعة من بينهم ابن القيم وابن عثيمين وابن قدامة والرحيباني، إذ ذكروا أنّ المسلم الذي غُيب عقله بغير السكر لا يقع طلاقه، وهذا الحكم يكون قياسًا على المجنون؛ لأنّه غير مدرك لما يقول.[1]

شاهد أيضًا: ما هو الزواج المسيار وشروط صحة زواج المسيار

طلاق الغضبان بشدة ولم يغب عقله

ذهب العلماء في مسألة طلاق الغضبان بشدة ولن لم يغب عقله إلى قولين اثنين، وهما:[1]

  • القول الأول: ذهب أصحاب هذا القول إلى أنّ الغضبان، ولو اشتدّ غضبه ولم يغب عقله فإنّ الطلاق يكون واقعًا على رأي أصحاب المذاهب الأربعة، مستندين في ذلك على ما روي عن عائشة رضي الله عنها حين قالت: “أنَّ جَميلةَ كانت تحتَ أوسِ بنِ الصَّامِتِ، وكان رَجُلًا به لَمَمٌ، فكان إذا اشتَدَّ لَمَمُه ظاهَرَ مِن امرأتِه، فأنزل الله تعالى فيه كفَّارةَ الظِّهارِ”.
  • القول الثاني: ذهب أصحاب هذا الرأي إلى أنّ الطلاق في حالة الغضب الشديد، ولو لم يغيب العقل لا يقع؛ لأنّ الغضب حال بينه وبين نيته، وهو ما اختاره ابن باز وابن عثيمين وابن تيمية رحمهم الله، وحجتهم بذلك: “قياسًا على المُكرَهِ، بل المُكرَهُ أحسَنُ حالًا منه؛ فإنَّ له قَصدًا وإرادةً حقيقيةً، لكِنْ هو محمولٌ عليه، وهذا ليس له قَصدٌ في الحقيقةِ، فإذا لم يقَعْ طَلاقُ المُكرَهِ فطلاقُ هذا أولى بعدَمِ الوقوعِ”.

شاهد أيضًا: هل يقع الطلاق في الحيض

الطلاق في حالة غضب عبر الهاتف

ذكر علماء أهل السنة والجماعة أنّ الطلاق عبر الهاتف هو نافذ مثله مثل أي طلاق آخر على الواقع؛ لأنّه لفظ صادر بنية مقصودة كما ذكر علماء أهل السنة والجماعة، فلو كانت تلك الطلقة الأولى للمرأة، فإنّها تقع وللزوج أن يراجعها في أثناء عدتها سواء بالقول أو بالفعل، وذلك من دون عقد جديد، ومن دون ولي ومن دون مهر، والله أعلم.[1]

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى آخر مقال هل يقع الطلاق وقت الغضب، وذكرنا رأي فقهاء أهل السنة في مسألة الطلاق وما هي أنواع الغضب التي تعتري الإنسان وهل يسري الطلاق عبر الهاتف مثلما يسري على أرض الواقع ونحوه من الأمور.

المراجع

  1. ^
    dorar.net , الفرعُ الثَّالِثُ: طلاقُ الغَضبانِ , 06/08/2022
  2. ^
    islamway.net , الطلاق عن طريق الهاتف , 06/08/2022

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى